[المجاز]
  (قلنا: هو في هذه الآية حقيقة لغوية) لم يُنقل عن معناه الأصلي (واستعمال الناقلِ القولَ المنقولَ في معناه الأول لا يدل على عدم نقله ذلك القولَ لمعنى آخر، كناقل) لفظ: («طلحة») اسماً (لرجل) من معناه الأصلي - وهو الشجرة - فإنه يصح أن يُطلق لفظ طلحة على الشجرة، وذلك واضح؛ (فبطلت دعوى نفيها) أي: الحقيقة الدينية؛ (لعدم ما يدل عليه) أي: على نفيها، (وثبتت) أي: الحقيقة الدينية (بما مَرَّ) من الأدلة عليها.
[المجاز]:
  (والمجاز لغة) أي: في لغة العرب: (العبور) أي: السير، (والطريق)، قال في الصحاح: جُزْتُ الموضعَ أَجُوْزُهُ جوزاً: سلكتُه وسرتُ فيه، وأجزته: خلفته وقطعته.
  (و) المجاز (اصطلاحاً) أي: في اصطلاح أهل علم العربية: (اللفظ المستعمل) [خرج(١)] المهمل والمستعمل(٢) عند ابتداء وضعه قبل الاستعمال، وقوله: (في غير ما وُضِعَ لَهُ) تخرج الحقيقة، وقوله: (في اصطلاح به التخاطب) يدخل المجاز المستعمل فيما وضع له في اصطلاح آخر، كلفظ الصلاة إذا استعمله المخاطِبُ بعرف الشرع في الدعاء مجازاً فإنه وإن كان مستعملاً فيما وضع له في الجملة فليس مستعملاً فيما وضع له في الاصطلاح الذي به وقع التخاطب - أعني: الشرع -، فيكون داخلاً في حقيقة المجاز، وإن استعمله المخاطِبُ بعرف اللغة في الأذكار والأركان المخصوصة فهو مجاز أيضاً، هكذا ذكره صاحب المطول(٣).
(١) في الأصل: يخرج. وفي (أ، ب): خرج.
(٢) أي: الذي يصير مستعملا. من خط سيدي شرف الإسلام الحسين بن القاسم (ع). من هامش (ب).
(٣) صاحب المطول هو مسعود بن عمر بن عبدالله التفتازاني سعد الدين، من أئمة العربية والبيان والمنطق، ولد بتفتازان (٧١٢ هـ) (من بلاد خراسان) وأقام بسرخس، وأبعده تيمورلنك إلى سمرقند، فتوفي فيها (٧٩٣ هـ)، ودفن في سرخس، كانت في لسانه لكنة. من كتبه: تهذيب المنطق، والمطول في البلاغة، والمختصر اختصر به شرح تلخيص المفتاح. (الأعلام للزركلي باختصار).