فرع: [في لفظ الجلالة ومعناه]
  العريض العميق، فإذا قيل: «لا كالأجسام» كان مناقضةً، وأما المعدومُ فلا يُسمَّى شيئاً إلَّا على طريق المجاز كما سبق ذكره.
فرع: [في لفظ الجلالة ومعناه]
  (والجلالة) وهي لفظ الله تعالى: (اسم لله تعالى بإزاء مدح) له جل وعلا؛ لأن معناها: الجامع لصفات الإلهية التي لأجلها تَحِقُّ له العبادة والعبودية؛ لأن جميع هذه الصفات تُفهم من إطلاق هذه اللفظة، وهذا مذهب الجمهور من أهل علم الكلام. فعلى هذا هو غير مشتق، وكذلك روي عن سيبويه(١) والأخفش - من أئمة اللغة - أنه غير مشتق.
  وقال أبو القاسم البلخي وغيره: بل هو مشتق، وأصله: إله، فحذفت الهمزة وعُوِّض عنها الألف واللام وأُدغمت إحدى اللَّامين في الأخرى.
  وقيل: أصله: الإله، فنقلت حركت الهمزة إلى اللام قبلها وحذفت وأُدغمت إحدى اللامين في الأخرى، ثم فُخِّمَ إذا كان قبله ضمٌّ أو فتح، ورُقِّقَ إذا كان قبله كسر. واختلفوا مِمَّ اشتُقَّ، فقيل: من الوَلَه، وهو التَّحيُّر في الشيء.
  وقيل: من ألِهْتُ إلى فلانٍ، أي: سكنت إليه.
  وقيل: مِنْ لَاهَ، أي: احتجب.
  وقيل: من التَّأَلُّه، وهو التَّعبد والتنسك.
  وقيل غير ذلك، وقد استوفيناه في الشرح.
  والأقرب هو الأول، وهو أنه غير مشتق؛ لأنه لو كان مشتقاً لزم أن لا يُسَمَّى
(١) عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر الملقب سيبويه، إمام النحاة وأول من بسط علم النحو، ولد في إحدى قرى شيراز (١٤٨ هـ)، وقدم البصرة فلزم الخليل بن أحمد ففاقه وصنف كتابه المسمى (كتاب سيبويه) في النحو، لم يصنع قبله ولا بعده مثله، ورحل إلى بغداد فناظر الكسائي وأجازه الرشيد بعشرة آلاف درهم، وعاد إلى الأهواز فتوفي بها (١٨٠ هـ)، وقيل: وفاته وقبره بشيراز، وكانت في لسانه حبسة، وسيبويه بالفارسية: رائحة التفاح، وكان أنيقاً جميلاً، توفي شاباً. (الأعلام للزركلي باختصار).