(فصل:) في ذكر التكفير للذنوب
  لأنَّا نقول: يمكن أن يُعاقب على الإخلال بها؛ لأنه مخاطب بالإتيان بها على الوجه الصحيح المقبول، وهو الإيمان، كما أن الكافر مخاطب بالإتيان بها كذلك، والله أعلم.
  (ولا تُسْقِطُ حسناتُ الكافر شيئاً من عقاب عصيانه اتفاقاً) بين العلماء؛ (لعدم حصول شرطها، وهو الإسلام)؛ إذ لا تصح الطاعة من الكافر اتفاقاً؛ (لقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَاءِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}) [الكهف: ١٠٥]، أي: بطلت أعمالهم التي زعموا أنها طاعاتٌ فيُعاقب الكافرُ على الإخلال بالطاعات(١) وعدم الإتيان بها وشرطها وهو الإسلام، وعلى الكفر.
  وقال بعضهم: إنه غير مخاطب بالشرعيات قبل الإسلام؛ لأنها لا تصح منه حال كفره، وهو باطل.
(فصل:) في ذكر التكفير للذنوب
  قال #: (واكتساب الحسنات من المؤمنين) أي: فعل الطاعات من الواجبات والمندوبات من المؤمنين (وآلامهم النازلة) بهم في الدنيا، والغَمُّ الذي سَبَبُهُ من الله تعالى، فهذه كلُّها (تَكَفِّر الذنوب) أي: ذنوب المؤمنين اتفاقاً؛ (لقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}) [هود ١١٤].
  قال #: وذلك أن الحسنات تكون سبباً في التوبة؛ لأن الطاعات سببٌ في تنوير القلب والتوفيق فتكون سبباً في التوبة.
  (و) كذا (قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}) الآية [النساء: ٣١]، قال #: المراد تكفير السيئات باجتناب الكبائر بالتوبة كما سبق ذكره عنه #، ومثله ذكر عبَّاد بن المعتمر، وقد ذكرنا كلام المرتضى # في تفسيرها فيما مضى.
(١) في الأصل و (ب): بالطاعة. وما أثبتناه من (أ).