عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في ذكر الرزق

صفحة 391 - الجزء 1

  مشاهدة العذاب، ومن تاب [بعده]⁣(⁣١) حين مشاهدة العذاب، (ولأنَّ الآخرة دار جزاء لا دار عمل) فثبت بجميع ما ذكرناه حسنُ فناءِ العالم ثم الإعادة، (والله أعلم).

(فصل:) في ذكر الرزق

  الوجه في ذكره أنه من أفعال الله سبحانه الدالة على عدله وحكمته، وفيه مصالح الخلق ومنافعهم، فهو من أصول النعم التي تفرد الله تعالى بخلقها.

  قالت (العدلية) جميعاً: (والرزق) هو (الحلال من المنافع)، وهو كل ما يُنتفع به من الأموال وغيرها، كالعقل والقوة والجوارح (والملاذِّ) من مأكول ومشروب ومنكوح ومشموم ونحو ذلك، دون الحرام فلا يُسمى رزقاً.

  وقالت (المجبرة: بل والحرام) يُسمى رزقاً عندهم بناءً على قاعدتهم في الجبر: أن أفعال العباد من الله، تعالى عن ذلك.

  (قلنا:) لا خلاف أنه قد (نهى الله عن تناوله والانتفاع به) فكيف يجعله لنا رزقاً وهو ينهانا عنه، (فهو) أي: الحرام (كما لا يُتناول) و (لا يُنتفع به) من الأشياء التي لا منفعة فيها أصلاً كالسموم ونحوها (وهو) أي: الذي لا يُتناول ولا منفعة فيه (ليس برزق اتفاقاً) بيننا وبينهم.

  (وأيضاً لم يُسَمِّ الله تعالى رزقاً إلَّا ما أباحه دون ما حرَّمه قال تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً}) أي: خمراً مُسكراً فلم يُسَمِّه رزقاً، ({وَرِزْقاً حَسَناً}) [النحل: ٦٧]، أي: خلّاً وعنباً وتمراً، فسمَّى ما انتُفع به من ثمرات النخيل والأعناب وليس بمسكر رزقاً حسناً، ولم يُسم المسكر رزقاً.

  وأيضاً فإن أئمة اللغة وأربابها لا يُسمُّون ما اعتقدوا تحريمه رزقاً.

  قال (المسلمون: وما ورد الشرع بتحريمه فلا يحل تناوله).


(١) ساقطة من (أ، ب).