[ذكر الميزان في الآخرة ومعناه]
  والبركة والفضل والمغفرة، لا أنَّ ثَمَّ ميمنة قصدها الله تعالى ولا ميسرة، ومعنى «اقرأوا كتابيه» فهو: فَسِّروا حسابيه، واشرحوا عَمَلِيَه، وبيَّنوا فِعْلِيَهْ، يقوله لمن يُحاسبه من الملائكة $ ... إلى قوله #: «وأما من أوتي كتابه بشماله» قال: هو مَثَلٌ من الله ø مثله الله لعباده وضربه لهم، يريد بالشمال العسر والشدة في كل حال، يقول سبحانه: حُوسب حساباً شديداً وأُوقف(١) توقيفاً عنيفاً».
  ومثل قوله ذَكَرَ عمُّه الإمام الكبير محمد بن القاسم بن إبراهيم $.
[ذكر الميزان في الآخرة ومعناه]
  قال (جمهور أئمتنا $: والميزان) الذي ذكره الله في القرآن (المراد به الحق من إقامة العدل والإنصاف) من الله سبحانه [وتعالى] للمخلوقين.
  قال الهادي #: فأما الميزان وما ذكر الله من حكمه في القرآن فليس بحالة زائدة في يوم القيامة على إقامة الحساب والعدل بين العباد.
  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (# وغيره) من المتأخرين، وهو قول جمهور المعتزلة: (بل) هو (على حقيقته) وله عمودٌ ولسان وكِفَّتان.
  (قلنا: وزنُ الأعمال مستحيلٌ؛ إذ هي أعراضٌ) حركة أو سكون، وهي لا تقوم بنفسها فوزنها على انفرادها يُوجب قلب ذواتها، (ووزن غيرها) أي: غير الأعمال (إمَّا جورٌ أو لا طائل تحته) حيث وزنت الصحائف المكتوب فيها الأعمال أو ابن آدم نفسه، فلعل صحيفة العاصي تكون أثقل لكثرة المعاصي المكتوبة فيها، أو مساوية إن كان ثَمَّ صحيفة، وكذلك بعض أهل النار أثقل من بعض أهل الجنة، وإن فرضنا أن الصحائف أو ابن آدم يثقل لكثرة الطاعات ويخف لكثرة المعاصي، أو أنه يجعل فيها نور وظلمة كما زعموا، فلا فائدة حينئذٍ في الوزن، (وأيَّاً ما كان) من الجور أو عدم الطائل (فلا يجوز على الله تعالى) فعله؛ لأنه قبيح، والله لا يفعل القبيح.
(١) في الأصل و (ب): «وَوُقِّف». وما أثبتناه من (أ).