عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في حقيقة النظر، وأقسامه) وما يجب منها

صفحة 93 - الجزء 1

  نوعان: (مفرد ومركب، فـ) ـالأول هو (المفرد)، وهو (انتفاء العلم بالشيء) فلا يتصور ولا يخطر ببالٍ، (و) الثاني (المركب)، وهو (تصور المعلوم) على خلاف ما هو عليه، (أو تصديقُه) أي: المعلوم (على خلاف ما هو عليه)، وقد عرف ما هو التصديق والتصور. (و) حقيقة (السهو:) هو (الذهول) أي: الغفلة (عن المعلوم) أي: عن الشيء الذي كنت تعلمه.

(فصل: في حقيقة النظر، وأقسامه) وما يجب منها

  (والنظرُ مشتركٌ) بين معانٍ:

  منها: نظر العين الجارحة، ونظر الرحمة⁣(⁣١)، ونظر المقابلة⁣(⁣٢)، والنظر بمعنى الانتظار - يقال: انظرني، أي: انتظرني - والنظر بمعنى الفكر، هكذا ذكروه، وعندي أن نظر الرحمة والمقابلة مجاز وليس بحقيقة.

  وأما النظر بمعنى الانتظار فيدل عليه قوله تعالى: {وَقُولُوا انظُرْنَا}⁣[البقرة ١٠٤]، وقوله تعالى: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}⁣[الحديد: ١٣].

  وقول الشاعر⁣(⁣٣):

  فإن غداً لناظره قريب⁣(⁣٤)


(١) أي: حصول منفعة أو دفع مضرة يقال: نظر فلان إلى اليتيم أي: نفعه أو دفع مضرته رحمة له. (ش ك).

(٢) وهو تقابل الشيئين أو الأشياء وتواجهها من غير ساتر بينهما، وعليه قوله:

إذا نظَرَتْ إليَّ جبالُ أحدٍ ... أفادتني بنظرتها سروراً

تمت (ش ك).

(٣) هو كما في الحماسة البصرية وغيرها: هدبة بن خشرم، وهدبة كما في مختصر تاريخ دمشق هدبة بن خشرم بن كرز بن أبي حية بن الكاهن وهو سلمة بن الأسحم، شاعر فصيح متقدم من شعراء بادية الحجاز. وفي مجمع الأمثال أن أول من قال ذلك قراد بن أجدع.

(٤) صدره:

فإن يكُ صدرُ هذا اليوم وَلَّى

خزانة الأدب: ٩: ٣٢٩، أمالي القالي: ٧١، الحماسة البصرية: ٤٤.