عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: [في عدم ثبوت ذوات العالم في الأزل]

صفحة 218 - الجزء 1

  تفكَّر في الله ألحد). وقال مصنف شرح نهج البلاغة (وهو ابن أبي الحديد⁣(⁣١)) في معنى هذا:

  واللهِِ مَا مُوْسَى وَلَا عِيْسَى الْمَسِيْحُ وَلَا مُحَمَّدْ ... عَرَفُوا وَلَا جِبْرِيْلُ وَهْوَ إِلَى مَحَلِّ الْقُدْسٍ يَصْعَدُ

  مِنْ كُنْهِ ذَاتِكَ غَيْرَ أَنَّكَ أَوْحَدِيُّ الْذَّاتِ سَرْمَدْ ... عَرَفُوا إِضَافَاتٍ وَنَفْياً وَالْحَقِيْقَةُ لَيْسَ تُوْجَدُ

  إلى آخرها.

فصل: [في عدم ثبوت ذوات العالم في الأزل]

  قال (أئمتنا $ وبعض المعتزلة) كالشيخ أبي الحسين البصري، والشيخ أبي الهذيل، ومحمود بن الملاحمي، وأبي القاسم بن شبيب التهامي⁣(⁣٢)، وغيرهم⁣(⁣٣) فهؤلاء قالوا: العدمُ نفيٌ مَحْضٌ، فلا ذاتَ ثابتةٌ في حال العدم، (وكون الله عالماً بما سيكون وقادراً على ما سيكون لا يحتاج إلى ثبوت ذات ذلك المعلوم والمقدور في الأزل) أي: في العدم والقِدم، بل يصح أن يتعلق علمه تعالى وقدرته بالمعدوم، بمعنى أنه تعالى يعلم أنه سَيُوْجَدُ المعدومُ على الصفة التي


(١) العالم النحرير والحافظ الكبير، عز الدين أبي حامد عبدالحميد بن هبة الله بن محمد المدائني، الشهير بابن أبي الحديد المعتزلي، المتوفى سنة خمس وخمسين وستمائة، من علماء العدل والتوحيد، القائمين بحق الله ورسوله ووصيه وأهل بيت نبيه ÷. (لوامع الأنوار باختصار).

(٢) هكذا ورد بالكنية ولعله كما في طبقات الزيدية: أبو القاسم بن حسين بن شبيب الحسني التهامي العلامة، رحل من تهامة إلى براقش إلى حضرة الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، وأقام مدة بحضرة الإمام يقرأ عليه ويذاكره ويسأله عن دقائق العلوم، وقرأ أيضاً على الحسن بن محمد الرصاص، ذكره ابن حنش، قال القاضي: هو الحسام المشهور، وعلم الهداية المنشور، صاحب اللسان والبنان والعلم والبيان، برع في الكلام وأصول الفقه والتوحيد، وله النظم البديع، وولاه الإمام الخطبة بصنعاء، وتوفي بعد الستمائة. (باختصار).

(٣) الإمامية والأشعرية. من هامش (ب).