(فصل:) [في الوقوف بدار العصيان]
  يدري أين يتوجه ولا يجد من يَدُلُّهُ الطريق.
  وروى صاحب الكشاف أن رسول الله ÷ بعث بهذه الآية إلى مسلمي مكة فقال جُندبُ بن ضَمُرة - أو ضَمُرَةَ بن جُندبٍ - لبنيه: احملوني فإني لستُ من المستضعفين وإني لأهتدي الطريق، والله لا بت الليلة بمكة، فحملوه على سريرٍ مُتوجهاً إلى المدينة وكان شيخاً كبيراً، فمات بالتنعيم.
(فصل:) [في الوقوف بدار العصيان]
  (ويجوز الوقوف في دار العصيان) سواءٌ كانت دار كفرٍ أو غيره (لحبسٍ أو ضُعْفٍ) أي: عدم تمكُّن من الخروج منها؛ (لِما مَرَّ) من الآية. (و) يجوز أيضاً الوقوف فيها (لمصلحة عامة) دينية يعود نفعها للمسلمين، لا دنياوية ولو عامة، وذلك (كوقوف) أي: كما جاز وقوف (بعوث رسول الله ÷) أي: الذين بعثهم رسول الله ÷ إلى بعض من أرسل إليهم فإنه معلوم وقوفهم (بين الكفار لدعائهم) إلى الإسلام وتعليم الشرائع (ولا بُدَّ مع ذلك من إذن الإمام إن كان) ثَمَّ إمامٌ (ما لم يقارن مفسدة) في الدين (من انتشار بدعة) في الدين كأن يقتدي به غيره أو يقع بوقوفه تلبيسٌ بعدم وجوب الهجرة أو أي مفسدة (أو) كان وقوفه يُؤدي إلى (خِذلان الإمام) وتوهين جانبه (وإلَّا(١)) أي: وإن لم يَخْلُ عن المفسدة (صار) الوقوف حينئذٍ (كالإغراء) بفعل المفسدة، والإغراء بالقبيح قبيح.
(١) في الشرح الكبير: إذ.