عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في الإيمان]

صفحة 304 - الجزء 2

(فصل:) [في الإيمان]

  (والإيمان لغةً: التصديق) كما قال الله تعالى حاكياً: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا}، أي: بِمُصَدِّقٍ لنا.

  وقال الناصر #: هو مشتقٌ من الأمان؛ لأن المؤمن يُؤَمِّنُ نفسه من سخط الله ووعيده ويُوجب له رضوانه.

  واعلم أن هذه المسالة تنبني عليها مسألة الإرجاء ومسألة المنزلة بين المنزلتين، وقد اختُلف في الإيمان في الشرع على عشرة أقوال: الأول والثاني والثالث قول (أئمتنا $ وجمهور المعتزلة والشافعي وبعض الخوارج) وهم الفضلية والبكرية والأزارقة⁣(⁣١) والصفرية⁣(⁣٢).

  (وديناً) أي: في دين الإسلام بنقل الشارع له إليه: (الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات) فهو اسم مدحٍ يُستحق به الثواب، فيشمل الملائكة والأنبياء ومن له ثواب من الجن والإنس.

  وليس مشتقاً من التصديق بمعنى أنه لا يلزم إذا حصل تصديقٌ ما أن يُسَمَّى صاحبه مؤمناً، بل مَنْ فعل الواجبات واجتنب المقبحات فهو مؤمن عند هؤلاء المذكورين كلهم، ثم اختلفوا فيمن أخَلَّ بشيءٍ من الواجبات أو فعل شيئاً من المحرمات، فعند أئمتنا $ وجمهور المعتزلة والشافعي: لا يكفر بذلك إلَّا أن تكون المعصية مما دَلَّ الدليل القطعي على كفر صاحبها كما سيأتي إن شاء الله تعالى، فالمؤمن عندهم: هو من اعتقد بقلبه وأقَرَّ بلسانه وعمل بجارحته، فإن


(١) [أتباع] نافع بن الازرق بن قيس الحنفي، البكري الوائلي، الحروري، أبو راشد: رأس الأزارقة، وإليه نسبتهم. كان أمير قومه وفقيههم. من أهل البصرة. قتل يوم (دولاب) على مقربة من الأهواز. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) منسوبون إلى زياد بن الأصفر. وقيل: إلى عبدالله الصفار. (المعراج إلى كشف أسرار المنهاج باختصار).