[بيان من هو الإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل]
  علي بن الحسين إلى بيعته، فنحن نقف حتى نرى رجلاً من أحد البطنين - يعنون: ولد الحسن والحسين - تصحُّ لنا ولادته وزهده وعلمه وشجاعته وعدالته وورعه وكرمه يشهر السيف ويُباين الظالمين فتكون علينا طاعته، فسُمُّوا: الواقفة، فمكثوا بعد قتل الحسين # ستين سنةً حتى قام زيد بن علي @ في الكوفة في زمان هشام بن عبد الملك فبايعوه، فسُمُّوا زيدية ... إلى أن قال: إذا عرفت هذا فاعلم أن الزيدية افترقت ثلاث(١) فرق على الأشهر: بترية، وجريرية، وجارودية.
  وقيل: صالحية، وسليمانية، وجارودية.
  ثم بيَّن هذه الفرق كما ذكره الإمام أحمد بن سليمان #، وقد بسطت في هذا الموضع(٢) لأنه قد وقع سهو في الرواية عن الصالحية والجريرية في كثير من كتب أصحابنا فليعرف ذلك، وقد عرفت من هذا أن البترية هي(٣) الصالحية.
[بيان من هو الإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل]
  قالت (العترة $ جميعاً والشيعة: والإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل) أمير المؤمنين وسيد الوصيين (علي بن أبي طالب # ثم الحسن) بعده
(١) قال المولى العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض حفظه الله في كتابه (من ثمار العلم والحكمة/ الجزء الثالث) ما لفظه: أما تقسيم الزيدية إلى ثلاثة مذاهب: الجارودية والبترية والصالحية فلا نعرف هذه المذاهب ولا أهلها إلا ما نراه في كتب الفرق، والذي نعرفه هو ما عليه الزيدية اليوم، ومذهبها اليوم معروف، وكتبها القديمة والجديدة في عموم البلدان، وكتبها التراثية تزخر بها مكاتب التراث في العالم، ولا يوجد فيها من المذهب إلا ما عليه الزيدية اليوم.
وبعد، فمذهبنا في العقيدة وفي الفقه معروفٌ ومشهور، لا يمكن ستره والتغطية عليه، ولعل كتبه التراثية في الكثرة والانتشار في العالم في الصدارة، فمكاتب أوربا مشحونة بكتب التراث الزيدية، ومع كثرة ما نهب من اليمن من كتب التراث المخطوطة فما زالت المكاتب اليمنية العامة والخاصة تزخر بالكتب التراثية، ومذهب الزيدية اليوم في الفقه مشهور باسم مذهب الهادي #، وكما أفدنا سابقاً فكل أئمة الزيدية يعتمدون في فقههم بعد القرآن على مرويات الإمام زيد بن علي # أولاً، وعلى مرويات حفيده أحمد بن عيسى بن زيد ثانياً، وعلى مرويات غيرهما من رواة الآثار من أئمتنا $، فنحن هادوية زيدية.
(٢) في (أ): في هذا الموضع الكلام.
(٣) في (أ، ب): هم.