عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [ذكر ما يدرك بالعقل وتقسيمه]

صفحة 91 - الجزء 1

  مثال الضروري من التصور: العلم بزيدٍ ونحوه مما لا يحتاج إلى تحديد.

  ومن التصديق: العلم بأن الكل أكثر من الجزء، وأن الظلم قبيح، والعدل حسن، وشكر المنعم واجب.

  ومثال المكتسب من التصور: العلم بصورة شيءٍ من المخلوقات التي لا تعلم إلا بالحد.

  ومن التصديق: العلم بأن العالم محدث، ونحو ذلك.

  ولا بد من أن ينتهي الاكتساب إلى ضرورة في طرفي التصور والتصديق، وإلَّا لم تنقطع المطالبة بـ «ما» في التصورات، وبـ «ِلِمَ» في التصديقيات، بل كان يحتاج كل حدٍّ إلى حد وكل دليلٍ إلى دليلٍ، كذا ذكره القرشي في منهاجه.

  (والتصديق) ينقسم إلى قسمين: (جازم) وهو ما حصل القطع بوقوعه، (وغير جازم) وهو بخلافه. (فالجازم مع المطابقة) للواقع في نفس الأمر (وسكونِ الخاطرِ) من الشك والارتياب (عِلْمٌ) أي: يسمى علماً، فعلى هذا العلمُ نوعٌ من الاعتقاد مخصوص وبعضٌ من أبعاضه، وعند بعضهم هو جنس مستقل، (و) الجازم (مع عدمهما) أي: مع عدم المطابقة وسكون الخاطر (أو) مع عدم (الأول) وهو المطابقة، أي: لم يطابق مع سكون الخاطر (اعتقاد فاسد) أي: يسمى اعتقاداً فاسداً، (و) هو أيضاً (جهلٌ مركب) أي: ويسمى جهلاً مركباً، وهو تصورُ الشيءِ أو تصديقُهُ على خلاف ما هو عليه كما سيأتي إن شاء الله تعالى، (ومع عدم الثاني) أي: عدم سكون الخاطر مع أنه قد طابق الواقع (اعتقاد صحيح) أي: يسمى اعتقاداً صحيحاً.

  (و) التصديق (غير الجازم: إن كان راجحاً) أي: اعتقاداً راجحاً على خلافه بأمارةٍ (فظنٌ) أي: يسمى ظنّاً، (وإن كان مرجوحاً) وكان خلافه الراجح