فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

القضايا الشرطية أقسامها وصورها

صفحة 121 - الجزء 1

  الطرفين وصدقهما في الواقع، وأما قولنا: في الأسود اللا كاتب ليس ألبتة: إن كان هذا أسود فهو كاتب في السالبة، فإنه حكم فيها بسلب الاتفاق بينهما لأن الاتفاق بين الأسودية واللاكاتبة لا الكاتبية، بناءً على الفرض المذكور وأما الشرطية المنفصلة فهي التي حكم فيها بتنافي النسبتين اللتين هما طرفا الشرطية وَهِيَ الموجبة أو عدم تنافيهما وَهِيَ السالبة ويكون الحكم بالتنافي واللا تنافي صدقًا وكذبًا وَهِيَ الحقيقة المسماة مانعة الجمع والخلوِّ، فالموجبة المنفصلة هي التي حكم فيها بتنافي جزأيْهَا في الصدق والكذب معًا كقولنا: هذا العدد إما زوج وإما فرد، فإن زوجية هذا العدد وفرديته لا يصدقان معًا ولا يكذبان معًا، والسالبة مِنْهُا: هي التي حكم فيها بعدم تنافي جزأيْهَا في الصدق والكذب معًا، بل يكونان جائزي الصدق وجائزي الكذب كقولنا: ليس ألبتة إما أن يكون هذا أسود أو كاتبًا فإنهما يكذبان ويصدقان فلا منافاة بينهما وإن حكم في القضية الشرطية بتنافي الطرفين أو عدم تنافيهما في الصدق فقط دون الكذب فتسمى مانعةَ الجمع وَهِيَ أيضًا إما موجبة أو سالبة، فالموجبة هي التي حكم فيها بتنافي الطرفين في الصدق فقط كقولنا: هذا الشيء إما شجر أو حجر فإنهما لا يصدقان للتنافي بين الشجرية والحجرية ولكنهما يكذبان بأن يكون هذا الشيء بشيء آخر كالإنسان مثلًا، والسالبة: هي التي حكم فيها بعدم التنافي في الصدق فقط كقولنا: ليس إما أن يكون هذا الشيء لا شجرًا ولا حجرًا فإنهما يصدقان بأن يكون إنسانًا ولكن لا يكذبان، وإلا لكان شجرًا وحجرًا معًا وإن حكم فيها بتنافي الطرفين أو عدم تنافيهما في الكذب فقط، فهي المسماة بمانعة الخلوِّ نحو: إما أن يكون زيد في البحر وإما ألا يغرق موجبةً، وأما السالبة فكقولنا: ليس إما أن يكون هذا الشيء شجرًا أو حجرًا فإن حكم فيها بعدم تنافي الطرفين في الكذب معًا فإنه يجوز ألا يكون شجرًا ولا حجرًا.

  واعلم أن أداة الاتصال: إنْ، والفاء، وأداة الانفصال: إما، وَأوْ، فافهم.

  واعلم أنه يسمى الجزء الأول من الشرطية مقدمًا والثاني تاليًا، وأما القياس الاستثنائي فالشرطية الموضوعة فيه إن كانت متصلة فاستثناء عين مقدم ينتج عين التالي كقولنا: إن كان هذا إنساناً فهو حيوان لكنه إنسان فهو حيوان، واستثناء نقيض التالي ينتج نقيض المقدم كقولنا: إن كان هذا إنسانا فهو حيوان لكنه ليس بحيوان فليس بإنسان وإن كانت منفصلة حقيقية أي مانعة الجمع والخلوِّ فاستثناء عين أحد الجزئين ينتج نقيض التالي