فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

المتواطئ وأقسامه

صفحة 220 - الجزء 1

  المشترك بين الإنسان وبين جميع ما شاركه في الحيوانية، وإلى بعيد وهو: ما لم يكن تمام المشترك بين الماهية وبين جميع المشاركات فيه، بل بينها وبين بعض المشاركات كالجسم النامي، فإنه تمام المشترك بين الإنسان وبين بعض المشاركات فيه كالشجر مثلًا، وأما بعض المشاركات فيه فليس تمام المشترك بين الإنسان وبين ذلك البعض كالفرس، إذ تمام المشترك الجسم النامي الحساس، والمراد بالماهية ما يجاب به عن السؤال بما هو، فلا يدخل الشخص كزيد مثلًا، ولا الصنف كالتركي والرومي والعجمي، إذ لا يصح أن يجاب بشيء مِنْهُا عن السؤال بما هو، وقد تطلق ويراد بها مابه الشيء هو هُوَ، ولا تستلزم الكلية أصلًا فضلًا عن دلالتها عليها التزامًا لصدقها على الجزئيات الحقيقية كزيدٍ وعمروٍ، مثلًا، فلا يخرج الشخص والصنف.

  واعلم أن الأجناس: تترتب متصاعدة في العموم منتهية إِلَى الْجِنْسِ العالي، وهو الذي لا جنس فوقه، ويسمى جنس الأجناس، والأنواع: تتَرتَّبُ متنازلة في الخصوص منتهية إلى النوع السافل، ويسمى نوع الأنواع، وهذا مثاله:

  جنس عالٍ ... جنس الأجناس

  جنس متوسط ... جسم مطلق ... نوع عالٍ

  جنس متوسط ... جسم نام ... نوع متوسط

  جنس سافل ... حيوان ... نوع متوسط

  نوع ... إنسان ... نوع سافل

  نوع الأنواع

  وأما النوع: ويرسم بأنه المقول على كثيرين مختلفين بالعدد ومتفقين بالحقيقة، في جواب ما هو. فبقولنا: متفقين بالحقيقة يخرج الجنس، وفصله كالحسَّاس، والعرض العام، وبقولنا: في جواب ما هو يخرج الفصل والخاصة وذلك كإنسان، فإن لفظهُ قد دل على معان متحدة الحقيقة مختلفة بالعدد والعوارض المشخصة من الطول والقصر، ونحو ذلك كزيد وعمرو، وبكر وخالد، وأشار إلى الفصل بقوله: أَمَّا الذي بأي شيء يُسأل، عَنْهُ ... إلخ: وهو ما يقال: على الشيء في جواب أي شيء هو في ذاته، فيخرج الجنس والنوع لأنهما يقالان في جواب ما هو، والعرض العام، إذ لا يقال: في الجواب أصلًا، وبقولنا: في ذاته يخرج الخاصة، وقد أشار إلى ذلك الناظم بقوله: إن كان ذاتيًا: وكلمة شيء في قولنا: أي شيء