الظاهر والمؤول والتأويل
  أصحابنا وأحمد والأربعة، وصححه ابن حزم، وعبد الحق، وابن القطان، فتأولوه بالاب، وقال الترمذي: العمل عليه عند أهل العلم بتخصيص عمومه بالأصول والفروع للقاعدة المقررة، وَهِيَ ألَّا عتق من دون إعتاق: وخولفت هذه القاعدة لحديث مسلم [٤/ ٢١٨ رقم ٣٨٧٢]: «لا يجزي ولد عن والده شيئًا إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه»، أي بالشراء من غير حاجة إلى صيغة الإعتاق. وفي الفروع قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ٢٦}[الأنبياء: ٢٦] دَلَّ بذلك على أن العبودية منافية للولدية، ولا يصح أن يكون الولد عبدًا ووجهُ بُعْدِهِ ظُهورُهُ في كل ذي رحم محرم مع الإيماء إلى وجه علة العتق الموجود في الآباء والأبناء وغيرهم، أعني قوله: ذا رحم، فحمله مع ذلك على صورة نادرة مراعاة لقاعدة لا يوافقون عليها في غاية البعد. وأشار إلى القسم الثالث بقوله: وَذُو تَعَسُّفٍ ... إلخ: إلى أنه قد يكون متعسفًا، والتعسف: حمل الكلام على معنى لا تكون دلالته عليه ظاهرة، وقيل: هو ارتكاب ما لا يجوز عند المحققين، وإن جوزه البعض، ويطلق على ارتكاب ما لا ضرورة فيه، والأصل عدمه، وهو في الأصل الأخذ على غير الطريق، وهو غير مقبول، بل يجب رده، والحكم ببطلانه كما أشار إليه الناظم، وذلك كتأويل الباطنية قوله تعالى: {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ}[النحل: ٩٠] بأبي بكر وعمر وعثمان، وثعبان موسى بحجته، ونبع الماء من بين الأصابع بالعلم، وأمهاتكم في قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}[النساء: ٢٣] بالعلماء، وتحريمهم بتحريم مخالفتهم وانتهاك حرمتهم، والجبت والطاغوت بأبي بكر وعمر، والبقرة في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}[البقرة: ٦٧] بعائشة، والجنة بعلم الباطن، والنار بعلم الظاهر، وتأويل الخوارج للحَيْرَان في قوله تعالى: {ذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ ...}[الأنعام: ٧١] بأمير المؤمنين علي #، وأن المراد بالأصحاب هم لا غيرهم لعنهم الله تعالى، ومن ذلك تأويل المتصوفة للبيت في قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ ...}[آل عمران: ٩٦] الآية بالقلب وببكة بالصدر في فجعلوه بيتاً لله، فكان مباركًا على الإنسان، وَهُديً يُهْتَدَى به، فإن النور الإلهي إذا وقع في القلب انفسح له واتسع لا يتصرفُ ولا يعقل، ولا ينظر ولا يبطش ولا يمشي ولا يتحرك ولا يسكن إلا به، وجعلهم مقام إبراهيم # عبارة عن الخلة التي توصل