فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

ترجمة المؤلف |:

صفحة 6 - الجزء 1

  من أمرنا بمودتهم، تفرقت كلمة هذه الأمة، وأصبحت مذاهب شتى، التزم أكثرهم التقليد والمتابعة لأشياخه، لكن إمام الجهاد والاجتهاد زيد بن علي # وضع منهجًا ساميًا جَسَّدَ بِهِ روح الإسلام بأدق معنى وذلك بما وضعه من أُسُسٍ دقيقة وسليمة للاجتهاد والجهاد، وجاء من بعده أتباعه، فملأوا المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات، لذلك سَلِمَتْ كُتُبُ أهل البيت $ من الخرافة والإسرائيليات التي شُحِنَتْ بها كتب المتسَنِّنَةِ من النواصب وكتب المتشيعة من الروافض، كل ذلك نتيجة ترك الناصبة والرافضة العمل بما جاء به الكتاب، وما جاء على لسان رسول رب الأرباب اللَّذَيْنِ حَثَّا على اتباع أهل البيت قرناء الكتاب والأخذ عنهم لاصطفاء الله تعالى وتطهيره لهم بقوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}⁣[الأحزاب: ٣٣] إضافة إلى تحريم الزكاة عليهم كما حرمها عليه لشرف مقامهم وسمو مَرْتَبَتِهِمْ ومنزلتهم عند الله سبحانه:

  فَالآلُ وَالْقُرْآنُ فَاعْرِفْ قَدْرَهُمْ ... ثَقَلَانِ لِلثَّقَلَيْنِ نَصُّ مُحَمَّد

  وَلَهُمْ فَضَائِلُ لَسْتُ أُحْصِي عَدَّهَا ... مَنْ رَامَ عَدَّ الشُّهْبِ لَمْ تَتَعَدَّد

  هذا وإن من أهم علومهم الشريفة علم أصول الفقه الذي يحث الطالب أن يكون رأسًا لا ذيلًا وجوهرة لا بعرة يسهر الليالي من أجل الوصول إلى معالي الأمور، فَحَرَّمُوا التقليد - أعني أهل البيت - ومقتوا الجمود كونه تعطيلًا للعقل ومحاصرةً لدوره، كيف لا؟ وهذا القرآن يعيب المقلدين لآبائهم حين حكى حالهم فقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ١٧٠} الآية [البقرة: ١٧٠].

ترجمة المؤلف |:

  لم أعثر على ترجمة للمؤلف | وقد اطلعت على ما تيسر لي من كتب التراجم فلم أجد إلا لوالده السيد العلامة إسماعيل بن علي بن أحمد بن الإمام الناصر محمد بن إسحاق، ذكرهُ زبارة في نيل الوطر ١/ ٢٩٠، ط ١.