الشيء سببًا أو شرطًا أو مانعًا، والتكليفي: انقسم إلى الخمسة المتقدمة، وخطاب الوضع انقسم إلى ثلاثة هي: الشرط والمانع والسبب، فالشرط لغةً: العَلاَمَةُ قال تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}⁣[محمد: ١٨]. أي علاماتها، واصطلاحًا: ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم، وهو ثلاثة أقسام: عَقْلِيٌّ: كالحياة للعلم، فإنه يلزم من عدم الحياة عدم العلم، ولا يلزم من وجود الحياة وجود العلم: كما في الحيوان غير الإنسان، ولا عدم العلم: كما في الإنسان، وإنما سمي عَقْليَّا: لأن العقل هو الذي يحكم بتوقف وجود العلم على وجود الحياة، والثاني: شَرْعِيٌّ: كالطهارة للصلاة، فإنه يلزم من عدم الطهارة عدم الصلاة ولا يلزم من وجود الطهارة وجود الصلاة ولا عدمها، وسمي شَرْعِيًّا: لأنه إنما يستفاد من جهة الشرع، والثالث: لُغَوِيٌّ مثل: إن جاءني زيد أكرمته، فيلزم من عدم المجيء عدم الإكرام، ولا يلزم من وجود المجيء: وجود الإكرام، ولا عدمه، لجواز المانع من الإكرام، وسيأتي تفصيله في محله إن شاء الله تعالى، وإنما سمي لغويًّا؛ لأنه يستفاد من جهة اللغة. الثاني: المانع: وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه وجود ولا عدم وذلك كالنجاسة: فإنه يلزم من وجودها عدم الصلاة، ولا يلزم من عدم النجاسة وجودُ الصلاة ولا عَدَمُها، الثالث: السبب، وهو في اللُّغة: ما يتوصل به إلى غيره، وفي الاصطلاح: ما يلزم من عدمه العدم ومن وجوده الوجود، ويكون إمامعرِّفًا: كالزوال لوقت الظهر، فإنه علامة مُعَرِّفة لوقت الصلاة، أو المعنى المقابل للمباشر⁣^(⁣١): كحفر البئر فهو سبب من الحافر مقابل للإرداء، والمردي مباشر، أو العلة الباعثة: كالزنا، فإنه علة باعثة على الحكم الذي هو الجلد، أو مستند العلة: كاليمين عند قوم فهي سبب للكفارة وعلتها الحنث، ولكنه لا يعقل إلا بها، أو علة العلة: كالرمي فهي سبب الموت، وعلته الجرح، وقد يكون الوصف الواحد سببًا لأحكام وعلة لِأُخَرَ: كالحيض فإنه سبب وعلامة للبلوغ وخلو الرحم من الولد ولانقضاء العدة وعلة لأحكام أُخَرَ: وَهِيَ تحريم الوطء ومس المصحف وقراءة القرآن ودخول المسجد والاعتداد بالأشهر، فإن قيل: فلم كان في الأول سببًا وفي الآخر علة؟ وما الفرق؟ قُلْنَا: إن العلة تقتضي أن يكون بينها وبين الحكم

(١) للمباشرة تعديل المؤلف