عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: في ذكر صفات الله العلى وأسمائه الحسنى

صفحة 151 - الجزء 1

  (فرار منهم) عما لزمهم من ذلك القول واعتذارٌ؛ (كي لا يوصف ما ادعوا لله) سبحانه (من الأمور الزائدة على ذاته تعالى التي هي صفاته) تعالى بزعمهم، كالعالمية والقادرية ونحوهما هل هي موجودة أو معدومة، قديمة أو محدثة؟ كما سيأتي تحقيقُ قولهم في ذلك وإبطالُهُ إن شاء الله تعالى.

  (ثم لاذُوا بهذا) أي: اعتصموا بقولهم هذا: «إن الصفات لا توصف» (ودفعوا به مَنْ ألزمهم وَصْفَهَا بالقِدَم)؛ فيلزم آلهة مع الله تعالى، (أو الحدوثِ)؛ فيلزم⁣(⁣١) العجز والجهل لله - تعالى عن ذلك - كما بيناه (فقد تبين لك بحمد الله بطلانه).

فصل: في ذكر صفات الله العلى وأسمائه الحسنى

  قال الإمام يحيى #: اعلم أن لفظ «الصفة» يطلق وله معانٍ ثلاثة:

  أولها: في أصل اللغة، وهو عبارة عن قول الواصف، وليس مقصودهم أنه يطلق على كل قول، بل القول الذي يدل على بعض أحوال الذات، كقولنا: طويل وقصير وعاقل وأحمق وكريم، فيقولون: إن هذه أوصاف لغوية، ولا يقولون في نحو: رجل وفرس وزيد وعمرو: إنه وصفٌ؛ لَمَّا كان الأول دالّاً على بعض أوصاف الذات دون الثاني.

  والمعنى الثاني: في عرف اللغة، وهو يستعمل فيما يفيده قول الواصف ويتضمنه، فالتأليفُ في الجسم وصفٌ في العرف؛ لما تضمنه قولنا: طويل، وحصولُ العلم وصفٌ في الواحد منا؛ لما تضمنه قولنا: عالم، ووجودُ السواد في المحل وصفٌ؛ لما تضمنه قولنا: أسود، وهكذا القول في جميع ما تضمنته الأوصاف الجارية فإنه وصف باعتبار ما تضمنته، لا باعتبار إطلاقه في نفسه.

  والمعنى الثالث: في مصطلح المتكلمين، وقد ذكروا للصفة معنيين: عامّ


(١) في (أ): ويلزم.