(فصل:) في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره
  سَبَقَ الأوقاتِ كَونُهُ، والعَدَمَ وجُودُهُ، والابتدَاءَ أزلُه، بتشعيره(١) المشاعر(٢) عُرِفَ أن لا مشعر له، وبمضادَّتِهِ بين الأمور عُرِفَ أن لا ضدَّ له، وبمقارنته بين الأشياء عُرِفَ أن لا قَرِينَ له).
  وقال (هشام بن الحكم(٣) و) هشام (الجواليقي(٤) والحنابلة) أصحاب أحمد بن حنبل
(١) في الأصل و (ب): بتشعير. وفي (أ): بتشعيره.
(٢) الحواس الخمس. من هامش (أ).
(٣) هشام بن الحكم مولى كندة، عاصر الصادق #، ولد بالكوفة ونشأ بواسط وتحول إلى بغداد ثم تحول منها إلى الكوفة وبها مات، كان يقول بالتشبيه وهو أحد مؤسسي الإمامة عند الإمامية، قال الإمام عبدالله بن حمزة # في العقد الثمين: ورجال الإمامية المؤسسين للكلام في الإمامة هشام بن الحكم وهشام بن سالم وكانا يقولان بالتشبيه، ذكره الحاكم ¦ في كتابه المسمى شرح العيون، وذكره الشيخ العالم الديّن أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد الزيدي شاه سريجان في المحيط بالإمامة. انتهى. وفي كتاب الإيضاح شرح المصباح، وقد صنف هشام بن الحكم كتاباً في أعضاء الرب سماه (كتاب التوحيد)، ومن كلامه: إن الله تعالى سبعة أشبار، وقيل خمسة، فقيل: بأي شبر؟ فقال: شبر نفسه. انتهى. وفي كتاب الكافي للكليني [إمامي] ١/ ١٠٤ عن علي بن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبدالله #: سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم صمدي نوري معرفته ضرورة يمن بها على من يشاء من خلقه؟ فقال #: سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لا يحد ولا يحس ولا يجس، ولا تدركه الأبصار ولا الحواس، ولا يحيط به شيء ولا جسم ولا صورة ولا تخطيط ولا تحديد، وفي الكافي أيضاً ١/ ١٠٦ عن محمد بن زياد قال: سمعت يونس بن ضبيان يقول: دخلت على أبي عبدالله # فقلت له: إن هشام بن الحكم يقول قولاً عظيماً إلا أني أختصر لك منه أحرفاً فزعم أن الله جسم ... إلى أن قال: فقال أبو عبدالله #: ويحه أما علم أن الجسم محدود متناهٍ والصورة محدودة متناهية ... إلخ، وغير ذلك من الروايات في كتبهم عنه في القول بالتجسيم وهي كثيرة. وفي وسائل الشيعة للحر العاملي ٣٠/ ٥٠٥ وفي رجال ابن داود ١/ ٢٠٠، وفي معالم العلماء لابن شهراشوب ١/ ٩٣ وغيرها من كتب الرجال الإمامية عند ترجمة هشام: وكان ممن فتق الكلام في الإمامة وهذب المذهب بالنظر. وفي الفهرست للطوسي ١/ ٢٥٩ في ترجمة هشام بن الحكم: وله من المصنفات كتب كثيرة، ثم ذكر منها كتاب التوحيد ثم قال: وكان ممن فتق الكلام في الإمامة وهذب المذهب بالنظر إلى أن قال: وكان منقطعاً إلى يحيى بن خالد البرمكي وكان القيم بمجالس كلامه ونظره ... إلى أن قال: وتوفي بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة متستراً. وذكر في كتاب اختيار معرفة الرجال للطوسي ٢/ ٥٦١، وفي رجال البرقي ١/ ١٧ أن هشام بن الحكم من غلمان وتلامذة أبي شاكر الزنديق وهو جسمي ردي، ومع هذا كله فالإمامية يوثقونه ويعظمونه.
(٤) كان من سبي الجوزجان وكان مولى بشر بن مروان من رجال الإمامية قال الإمام عبدالله بن حمزة # في كتاب العقد الثمين: ورجال الإمامية المؤسسين للكلام في الإمامة هشام بن الحكم وهشام بن سالم، وكانا يقولان بالتشبيه ذكره الحاكم | في كتابه المسمى شرح العيون وذكره =