[معنى الكرسي]
  تَحِفُّ بهم بِيضُ الوجُوهِ وعُصْبَةٌ ... كَرَاسيُّ بِالأحْدَاثِ حِينَ تَنُوبُ
  أي: أهل كراسي، أي: أهل علوم) أي: علماء بتدبير الأحداث وتصريفها حين تنوب، وذكر هذا [البيت(١)] في الضياء محتجّاً به أنه يقال للعلماء: كراسي، (ومنه قيل للصحيفة التي فيها العلم: كراسة).
  قال في البلغة(٢): وروي عن جعفر(٣) بن محمد عن آبائه - رضوان الله عليهم - في تأويل قوله تعالى: «{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}[البقرة ٢٥٥]»: وسع علمه السماوات والأرض، وقد أوسع الهادي # في الاحتجاج على أن الكرسي هو العلم، وذكر أن الكرسي لإحاطته بالسماوات والأرض كمثل البيضة المشتملة على الفرخ في جوفها ليس فيها صدع ولا ثقب، قال: وسأذكر لك خبراً مذكوراً عن النبيء ÷ عن أبي ذر(٤) ¦ أنه قال: يا رسول الله، أيُّ آية أنزلها الله تبارك وتعالى عليك أعظم؟ قال: «آية الكرسي»، ثم قال: «يا أبا ذر، ما السماوات والأرض عند الكرسي إلا كحلقة مُلقاة في فلاةٍ من الأرض ..»(٥) إلى
(١) ساقط من الأصل، وثابت في (أ، ب).
(٢) للطوسي. من هامش (ب).
(٣) جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي الحسيني المدني أبو عبدالله. أشهر من نار على علم، مناقبه وفضائله كثيرة، فهو إمام علم مشهور بين الخاص والعام، حاول المنصور الدوانيقي قتله مراراً فحماه الله، واستمر بنشر علم آل الرسول وتنوير العقول، الرواة عنه كثيرون، والمؤلفات عنه وفيرة. (معجم رجال الاعتبار باختصار). وذكره في التحف فقال: المتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة، عن خمس وستين سنة. اهـ
(٤) أبو ذر الغفاري، اختلف في اسمه، والأشهر جندب بن جنادة، من السابقين الأولين الرفقاء النجباء المقربين، لازم النبي ÷ حتى قبضه الله تعالى ثم سكن المدينة حتى نفاه عثمان إلى الربذة وبها مات، وكان قوالاً بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، قال فيه النبي ÷: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر»، وقال أمير المؤمنين فيه: (وعاء ملئ علماً، وقد ضيعه الناس). توفي سنة اثنتين وثلاثين ولم يعقب. (لوامع الأنوار باختصار).
(٥) رواه الإمام الهادي # في مجموعه عن أبي ذر، والمرشد بالله # في الأمالي، ورواه ابن حبان =