عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فرع:) [نفي الأعراض عن الله تعالى]:

صفحة 194 - الجزء 1

  عَرَض، وهم فرقة من الروافض، وقد روي أن أول من أحدث هذه المقالة المختار بن أبي عبيد الثقفي⁣(⁣١)، والله أعلم.

  وقيل: إن مرادهم بالبداء النسخ، وحكى ذلك النجري عن الشريف


= هذه السنة، ونزل عليه قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ...} الآية [الفتح: ٢٧]، ففي هذه الآية تأكيد لصدق الله تعالى لرسوله ÷ بوقوع دخول المسجد الحرام فلو لم يقع الدخول لم يكن صدقاً، والنبي ÷ قد أخبر أنه لم يقل في تلك السنة فيكون وعده صدقاً فإنهم دخلوه بعدها، والإمام علي # نفى الكذب عنه وعمن أخبره وهو رسول الله ÷ بلزوم كون ذي الثدية في القتلى.

(١) المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي أبو إسحاق: [مولده] سنة ١ هـ من زعماء الثائرين على بني أمية، وأحد الشجعان الأفذاذ، من أهل الطائف، انتقل منها إلى المدينة مع أبيه، وبقي في المدينة منقطعاً إلى بني هاشم، ثم كان مع علي بالعراق، وسكن البصرة بعد علي، ولما قتل الحسين سنة ٦١ هـ انحرف المختار عن عبيدالله بن زياد أمير البصرة فقبض عليه ابن زياد وجلده وحبسه ونفاه بشفاعة ابن عمر إلى الطائف. دخل الكوفة وكان أكبر همه أن يقتل من قاتلوا الحسين وقتلوه فغلب عليها، واستولى على الموصل وعظم شأنه، وتتبع قتلة الحسين فقتل منهم شمر بن ذي الجوشن الذي باشر قتل الحسين، وخولي بن يزيد الذي سار برأسه إلى الكوفة، وعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذي حاربه، وأرسل إبراهيم بن الأشتر في عسكر كثيف إلى عبيدالله بن زياد الذي جهز الجيش لحرب الحسين فقتل ابن زياد وقتل كثيرين ممن كان لهم ضلع في تلك الجريمة، وشاعت في الناس أخبار عنه بأنه ادعى النبوة ونزول الوحي عليه، وهذا من اختراع أصحاب القصص، وعلم المختار بأن عبدالله بن الزبير اشتد على ابن الحنفية وابن عباس لامتناعهما عن بيعته في المدينة وأنه حصرهما ومن كان معهما في الشعب بمكة، فأرسل المختار عسكراً هاجم مكة وأخرجهما من الشعب فانصرفا إلى الطائف وحمد الناس له عمله. قاتله مصعب بن الزبير وهو أمير البصرة بالنيابة عن أخيه عبدالله ونشبت وقائع انتهت بحصر المختار في قصر الكوفة وقتله ومن كان معه عام ٦٧ هـ. ومدة إمارته ستة عشر شهراً. (الأعلام للزركلي باختصار). قال الإمام القاسم بن إبراهيم # في مجموعه عندما سئل: هل يصح ما روي عن النبي ÷: «في ثقيف كذاب وميتم»؟ وهل يصح ما قيل في المختار: إنه تنبأ؟ فقال: ليس يصح في المختار ما يقولون، وقد كان له أفعال وأياد محمودة وقد دعا له جميع آل محمد الرجال والنساء حين بعث إليهم برأس عبيدالله بن زياد لعنة الله عليه.