(فرع:) [نفي الأعراض عن الله تعالى]:
= والثالث، فالنسخ معروف، وأما البداء في التكوين فسيظهر من رواياتهم فيه. ولنذكر بعض رواياتهم في البداء في كتاب التوحيد للصدوق ٧٧/ ٤، وفي البحار ٤/ ٩٦ عن رسول الله ÷ قال: إن الله ø أوحى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر فلاناً الملك أني متوفيه إلى كذا كذا فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك ... إلى قوله: فأوحى الله ø إلى ذلك النبي: أن ائت فلان الملك فأعلمه أني قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبي: يا رب إنك تعلم أني لم أكذب قط فأوحى الله ø إليه: إنما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك والله لا يسأل عما يفعل. انتهى.
ومثل ما رواه الطوسي في الغيبة ١/ ٤٢٨، والمجلسي في البحار ٤٢/ ٢٢٣ وغيرهم عن أمير المؤمنين # إلى السبعين بلاء وكان يقول بعد البلاء رخاء ثم رووا عن أبي جعفر # أن الله تعالى كان قد وقت هذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم قناع السر فأخره الله ... إلخ. وفي غيبة النعماني ١/ ٣٠٣ والبحار للمجلسي ٥٢/ ٢٥٠ عن داود قال: كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا # فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر #: هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم، قلنا: فنخاف أن يبدو لله في القائم؟ فقال: إن القائم من الميعاد. انتهى. وغير ذلك من الروايات. فهذه بعض أقوالهم في البداء.
إذا عرفت ذلك فبطلان القول الأول ظاهر.
وأما البداء في التكوين فإنا لا نسلم صحة رواياتهم فيه لتفردهم بها نصرة لمذهبهم.
وايضاً يلزم منها ألا نثق بأخباره سبحانه وتعالى وأخبار أنبيائه ورسله صلوات الله وسلامه عليهم، وهذا باطل، فلزم بطلانها.
وأيضاً يلزم منها أن يخلف الله وعده، تعالى عن ذلك علواً كبيراً، فإنه ربما وعدنا بحصول شيء في المستقبل رخاء ونحوه كما يقولون، ثم يبدو له فلا يفعله وخلف الوعد قبيح عقلاً وسمعاً.
وأيضاً يلزم منها جواز أن يكون في القرآن والسنة ما المراد به خلاف ظاهره من دون دليل وهذا باطل قطعاً كما علم ذلك في الأصول.
وأيضاً يلزم منها وقوع الكذب في كلام الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً، وكلام رسوله ÷، ولذا قال أمير المؤمنين # عندما أمر أصحابه بالبحث عن ذي الثدية بين قتلى النهروان فلم يجدوه قال: (والله ما كَذَبْتُ ولا كُذِبْتُ) وكذلك رؤيا رسول الله ÷ في دخول المسجد الحرام للعمرة عندما لم يدخلوا في عام الحديبية وشك عمر في وعد رسول الله ÷ فأخبره النبي ÷ أنه لم يقل: في =