عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معنى اللوح]

صفحة 196 - الجزء 1

  (قلنا): ذلك يتضمن الحاجةَ إلى حفظ ما هو كائن وما يكون، و (لا يحتاج إلى الرصد) أي: كتابة ذلك وحفظه في اللوح (إلا ذو غفلة) وسهو، (وقد بطل بما ذكرناه آنفاً أن يكون الله تعالى كذلك) أي: ذا غفلةٍ وسهوٍ؛ لكونهما عَرَضين يختصان بالأجسام.

  (وقولكم: «إنه أول مخلوق» معارضٌ برواية عن بعض أكابر أهل البيت $ عن النبيء ÷: «إن أول ما خلق الله فَتْقَ الأجْوَاء»)⁣(⁣١)، والأجواء: جمع جَوٍّ، والجوُّ: الهواء، ومعنى فَتْقِ الأجواء: أي: الهواء المفتوق، وليس المراد فتق ما كان مرتتقاً. وهذا الخبر ذكره السيد حميدان # عن أهل البيت جملة، قالوا: ثم خلق الله سبحانه بعد خلق الهواء الماء، ثم خلق الرياحَ حركت ذلك الماء حتى أزبد، ثم خلق النارَ فأحرقت ذلك الزبد، ثم خلق الأرضَ من الحراقة والسماءَ من الدخان، (واشتهر ذلك⁣(⁣٢) عن الوصي ~) في خطبته المشهورة في نهج البلاغة، (وهو) أي: القول بأن أول مخلوقٍ الهواء (توقيف) أي: مسموع عن النبيء ÷؛ لأنه لا مساغ للاجتهاد والعقل في ذلك، (فإن سلَّمنا التعادل) بين الروايتين على استحالتِهِ - (فالعقل يقضي) أي: يحكم (بعدم صحة حالٍّ) وهو اللوح (لا في محلٍّ) أي: لا في هواءٍ ولا في أرضٍ ولا في⁣(⁣٣) سماءٍ؛ فبطلت روايتهم بحكم العقل.

  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (#: يجوز أن يكون) اللوح على حقيقته، ويكون (لتعليم الملائكة $) بما يقضيه الله سبحانه في عباده.

  (قلنا: لا دليل على ذلك، ولا وُثُوقَ برواية الحشوية) حيث لم يَرْوِهِ غيرُهم من


(١) في مجموع السيد حميدان #، وأما أئمة العترة $ فهم يقولون إن معرفة أول مخلوق وكيفية خلقه من الغيوب التي لا طريق إليها إلا الخبر الذي يروونه عن النبي ÷: «إن أول ما خلق الله سبحانه الهواء ... إلخ»، وذكر نحواً من ذلك في نهج البلاغة عن علي # بلفظ: فتق الأجواء.

(٢) «ذلك» في المتن و (ش ك) وفي النسخ الثلاث: هذا.

(٣) في الأصل و (ب): ولا أرض ولا سماء. وما أثبتناه من (أ).