[معنى اللوح]
  الثقات، (وإن سُلِّم) أنه قد روي ذلك (فمعارض برواية الهادي # عنه ÷: «إن الله سبحانه يُلْقِي ما يريد من وحيه إلى الْمَلَكِ [الأعلى(١)] ثم يلقيه المَلَكُ [الأعلى(٢)] إلى الذي تحته» أو كما قال)،
  لفظ الهادي # جواباً لمن سأله: واعلم هداك الله أن القول عندنا كما قد روي عن رسول الله ÷ أنه سأل جبريل # عن ذلك فقال: «آخذه من مَلَكٍ فوقي، ويأخذه المَلَكُ من مَلَكٍ فوقه، فقال: كيف يأخذه ذلك الملك ويعلمه؟ فقال جبريل [#]: يُلْقَى في قلبه إلقاءً ويُلْهِمُهُ الله إلهاماً(٣)»، وكذلك هو عندنا أنه يُلْهَمَهُ الملكُ الأعلى إلهاماً فيكون ذلك الإلهام من الله إليه وحياً كما ألهم تبارك وتعالى النحلَ ما تحتاج إليه وعرَّفها سبيلها ... إلى آخر كلامه #. وفي ذلك إبطال اللوح على حقيقته.
  (فإن سُلِّم التعادل في) الروايتين واستواؤُهما في (العدالة) على بُعده (فقولهم: «هو أول مخلوق» يستلزم الغفلةَ) من الله سبحانه؛ حيث زعموا أنه خُلِقَ لرصد ما هو كائن إلى يوم القيامة؛ (إذ لا يحتاج إلى الرصد حتى يحضر الملائكة إلَّا ذو غفلةٍ) ونسيان، (وذلك) أي: الغفلة والنسيان (يبطله) أي: يبطل كون(٤) اللوح على حقيقته؛ (لأنَّ الله سبحانه ليس كذلك؛ لِمَا مَرَّ) من أنه سبحانه لا تحلُّه الأعراض.
(١) ساقط من الأصل. وموجود في (أ، ب).
(٢) مثبت في (أ).
(٣) رواه الإمام الهادي # في مجموعه، ورواه الإمام المهدي لدين الله محمد بن علي بن أحمد الهدوي الفوطي في كتاب البدر المنير حيث قال على ما روى لنا آباؤنا عن النبي ÷ ... إلخ، ورواه الشرفي في مسائل الشاك في تفسيره المصابيح عن علي # عن النبي ÷.
(٤) في (أ، ب): أن يكون.