عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فرع): [والله تعالى لا تدركه الأبصار]:

صفحة 198 - الجزء 1

(فرع): [والله تعالى لا تدركه الأبصار]:

  قالت (العترة $ جميعاً وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم) كالخوارج⁣(⁣١) والمرجئة⁣(⁣٢) وغيرهم⁣(⁣٣): (والله سبحانه لا تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأن كل محسوس) أي: مدرك بأي الحواس، إما بالبصر أو السمع أو الشم أو الطعم أو اللمس (جسمٌ أو عَرَض فقط، وكل جسم أو عَرَض مُحدثٌ؛ لِمَا مَرَّ) من الأدلة على حدوث الجسم والعَرَض، (والله تعالى ليس بمُحدَثٍ؛ لِمَا مَرَّ) من الأدلة على أنه تعالى لا أول لوجوده وهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.

  وأيضاً لو صح أن يُرَى [الله] تعالى لاختص بجهة من الجهات و مكان من الأمكنة، والله سبحانه يتعالى عن ذلك؛ إذ كان ولا مكان ولا جهة ولا زمان.

  وقالت (الأشعرية: بل يُرَى) جل وعلا (في الآخرة بلا كيف) أي: بلا تكييف ولا إشارة إلى جهة من الجهات لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا خلف ولا قُدَّام.

  (قلنا: لا يُعقل) قولكم هذا.

  قال (الرازي: معناه معرفةٌ ضروريةٌ وعلمٌ نفسي بحيث لا يُشَكُّ فيه).

  قال #: (قلت) - وبالله التوفيق -: (فالخلاف حينئذٍ لفظي) والمعنى


(١) يسمون الشراة والحرورية والمحكِّمة ويرضون بذلك، والمارقة للخبر ولا يرضونه، ويجمعهم إكفار علي # وعثمان ومن أتى كبيرة، وأصول فرقهم خمس: الأزارقة منسوبة إلى أبي راشد نافع بن الأزرق، والإباضية إلى عبدالله بن يحيى بن أباض، والصفرية إلى زياد الأصفر، والبيهسية إلى أبي بيهس، والنجدات إلى نجدة بن عامر، ثم تشعبوا، وأنشأ مذهبهم عند التحكيم عبدالله بن الكواء وعبدالله بن وهب، وفارق علياً #، ولهم وقائع في التواريخ، وأكثر مذهبهم في الجزيرة والموصل وسجستان، ومن مصنفيهم أبو عبيدة المثنى معمر بن المثنى المشهور من أئمة اللغة، وأبو العيناء وغيرهما. (من الشر ح الكبير).

(٢) سميت بذلك لتركهم القطع بوعيد الفساق، وذلك هو جامع مذهبهم، فمن قطع بسلامة الفاسق فليس بمرجي، ومنهم عدلية وجبرية. (من الشرح الكبير).

(٣) كالإمامية والفلاسفة. من هامش (ب).