(تمهيد): [في ذكر الحقيقة والمجاز وما يلحق بذلك]
  أحكام مثلها) أي: مثل المماثلة والمخالفة ونحوهما، فيقال: وصْفُ العالمية بأنها قديمة أو محدثة حكمٌ وليس بصفة؛ إذ كان كِلَا القولين مجردَ دعوى بلا دليل؛ فما أحدهما بالصحة أولى من الآخر.
(تمهيد): [في ذكر الحقيقة والمجاز وما يلحق بذلك]
  أي: هذا الذي سيأتي ذكره من الحقيقة والمجاز تمهيدٌ وتوطئةٌ لمعرفة ما يجوز إطلاقه على الله تعالى من الأسماء بطريق المجاز أو الحقيقة وما لا يجوز.
  فقال #: (اعلم أن مِنْ أقسام الاسم: الحقيقة والمجاز) يعني: أن الاسم ينقسم إلى أقسام كثيرة ولا تعلُّق لها بهذا الفن إلا الحقيقة والمجاز فذكرهما، (فالحقيقةُ لغة) أي: في لغة العرب: هي (الرَّايةُ)، وهي الْعَلَمُ الذي يُتخذ للحرب، قال الهذلي:
  حامي الحقيقة نسَّالُ الوَدِيْقَةِ مَعْـ ... ـتَاقُ الْوَسِيْقَةِ لا نِكْسٌ ولا داني
  الوديقة: شدة الحَرِّ، ونَسَلَ في العَدْوِ يَنْسِل: أسرع، والوَسْقُ: الطَّرْدُ، ومنه سُمِّيَتِ الوَسِيْقَةُ، وهي من الإبل كالرُّفقة من الناس، وإذا سرقت طردت معاً، والوِسق - بالكسر -: ستون صاعاً.
  وحقيقة الرجل: ما يحق عليه أن يمنعه، وحقيقة الشيء: ذاته ويقين أمره، ذكر هذا كله في الصحاح.
  وقد أشار # إلى هذا المعنى الآخر بقوله: (ونفسُ الشيءِ) ومنه، الحديث: «لا يبلغ الرجل حقيقة الإيمان حتى لا يعيب على أخيه بعيب هو فيه»(١).
  (و) الحقيقة (اصطلاحاً) أي: في اصطلاح أهل العربية: (اللفظ المستعمل) يُحترز من غير المستعمل كالمهمل، واللفظ قبل الاستعمال فليس بحقيقة ولا مجاز (فيما وُضع له) ليخرج المجاز (في اصطلاحٍ) وقع (به التخاطب) ليخرج [به(٢)]
(١) ذكره في النهاية في غريب الأثر، وتهذيب اللغة، وشرح صحيح البخاري لابن بطال.
(٢) مثبت من (أ).