[الصفة ومعانيها وما يلحق بذلك]
  كما قالوا في القادرية: إنها غير العالمية، وقد عرفت مما تقدم(١) أن المماثلة والمغايرة ما يُعقل بين غيرين حقيقة، (أو نحوِ ذلك) وهو ما يُعقل بين غَيْرٍ وما يجري مجرى الغير، فقالوا: ما كان كذلك (فحكمٌ) أي: فهو حكم (وليس(٢) بصفة) للذات، بل حكم عليها بما ذكر.
  (قلنا: لا فرق عند أهل اللغة بين ذلك) الذي زعمتم أنه حكم (وبين ما هو اسمٌ لذاتٍ باعتبار معنى غيرها) أي: غير المماثلةِ والمغايرةِ ونحوِهِما كما يقال: «زيد كريم» و «زيد مثل عمرو» و «زيد غير عمرو» - فلا فرق عند أهل اللغة أن ذلك كله يسمى صفةً ووصفاً (إلَّا أسماء الزمان والمكان والآلة كما مَرَّ لهم) فإن ذلك لا يسمَّى صفةً [في اللغة(٣)] كما سبق ذكره، وقد عرفت ما قيل في ذلك.
  قال #: (والملجئ لهم) أي: للأُمورية (إلى ذلك) الذي ذكرناه عنهم (وصفُهم الأمورَ الزائدة على الذَّات بزعمهم بأنها غيرٌ، نحو العالمية غير القادرية، أو مثلٌ، نحو العالمية زائدة على الذات مثل القادرية و) قد ثبت منهم (منعهم وصفَها) أي: وصف الصفات حيث قالوا: الصفات لا توصف، فلا توصف الأمور الزائدة على ذاته بزعمهم (بأنها قديمة أو محدثة) حين ألزمهم الخصم وصفَها بأنها قديمة أو محدثة، فدفعوا من ألزمهم وصفها بأن الصفات لا توصف، فقال الخصم: قد وصفتم الصفات فقلتم: إن العالمية مثل القادرية أو غيرها ونحو ذلك، فقالوا: هذه أحكام وليست بصفات.
  (قلنا:) هذا مجرد دعوى، و (الفرق) بين الوصفِ بالمماثلة والمغايرة ونحوِهِما والوصفِ بالقِدم والحدوث والقلة والكثرة وغير ذلك (تحكمٌ) أي: دعوى مجردة عن الدليل؛ (إذ لا مانع من دعوى أنَّ سائر ما تُوصف به الصفات
(١) في (ب): عرف بما.
(٢) في (أ): «ليس» بدون الواو.
(٣) ساقط من (أ، ب).