عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[أقسام الحقيقة]

صفحة 231 - الجزء 1

  (واختلف في وقوعها فقال أئمتنا $ والجمهور) من غيرهم: (وهي واقعة) أي: قد وقعت (بالنقل عن معانيها اللغوية إلى معانٍ مخترعة شرعية كالصلاة)، فإنها قد نُقلت عن معناها اللغوي - وهو الدعاء - إلى الأذكار والأركان المخصوصة كما سبق ذكره، فلا يفهم من إطلاق لفظ «الصلاة» إلا هي من غيرِ نظرٍ إلى الدعاء.

  وقال الإمام يحيى # والغزالي والرازي: إنها تدل على المعنيين اللغوي والشرعي معاً، ثم اختلفوا، فقال الإمام يحيى والغزالي: تدل عليهما حقيقةً. وقال الرازي: على اللغوي حقيقةً وعلى الشرعي مجازاً، وتوقف الآمدي⁣(⁣١)، ذَكَرَ ذلك في الفصول.

  وقال #: (قلت: وتصح) أي: الحقيقة الشرعية (بغير نقل) عن معنى لغوي (كـ «رحمن» على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى) أنه حقيقة دينية غير منقول؛ إذ لم يطلق إلا على الله سبحانه.

  وقال القاضي أبو بكر (الباقلَّاني(⁣٢)) من المجبرة، والقشيري⁣(⁣٣) (وبعض المرجئة: لم تقع) الحقيقةُ الشرعيةُ وإن أمكن وقوعُها، وقالوا: إن لفظ «الصلاة» باقٍ على معناه اللغوي.

  (قلنا: الصلاة لغة: الدعاء، وقد صارت للعبادة المخصوصة) بحيث إذا أُطلق لفظها لم يُفهم إلا ذلك، وذلك حقيقة النقل.


(١) علي بن محمد بن سالم التغلبي أبو الحسن الآمدي: أصولي، باحث، أصله من آمد (ديار بكر) ولد بها، وتعلم في بغداد والشام، وانتقل إلى القاهرة، فدرس فيها واشتهر، ثم خرج إلى حماة ومنها إلى دمشق فتوفي بها. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) هو أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، المعروف بالباقلاني البصري، كان على مذهب أبي الحسن الأشعري، وتوفي آخر يوم السبت، ودفن يوم الأحد لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة ببغداد. (وفيات الأعيان باختصار).

(٣) لعله عبدالكريم بن هوازن وهو كما في سير أعلام النبلاء باختصار: أبو القاسم عبدالكريم بن هوازن بن عبدالملك بن طلحة القشيري الخراساني النيسابوري الشافعي الصوفي. ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، مات أبوه وهو طفل يعرف الأصول على مذهب الأشعري، والفروع على مذهب الشافعي. توفي صبيح يوم الأحد السادس والعشرين من ربيع الآخر، سنة خمس وستين وأربعمائة.