عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[أقسام الحقيقة]

صفحة 233 - الجزء 1

  (الدينية⁣(⁣١)، وهي: ما نقله الشارع) وهو الله سبحانه وتعالى (إلى أصول الدين، نحو: «مؤمن») فإن الإيمان في اللغة: التصديق، وقد نقله الشارع إلى مَنْ أتى بالواجبات واجتنب المُقَبَّحَات كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  وقال (الشيرازي(⁣٢)) وهو أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي (وابن الحاجب) والجويني وغيرُهم: (لم تقع) أي: الدينية، بل هي باقية على أصلِ وضْعِها اللغوي، وقالوا: المؤمن هو المُصَدِّقُ.

  (قلنا: المؤمن لغة: هو المُصَدِّقُ، وقد صار اسماً لمن أتى بالواجبات واجتنب المقبَّحات؛ بدليل قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۝ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ۝ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً}) الآية [الأنفال: ٢ - ٤]، فَبَيَّنَ تعالى حقيقة المؤمن بطريق الحصر بـ «إنما»، وهو من أتى بهذه الخِلال⁣(⁣٣) المذكورة مع اجتنابه لكبائر العصيان؛ لأنَّ الكبائر محبطة للإيمان كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  (قالا) أي: الشيرازي وابن الحاجب: (قال الله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِالله وَيَعْمَلْ صَالِحاً} [التغابن: ٩] وحقُّ العطف المغايرة) وقد عطف العمل الصالح على الإيمان، فعُرف أن بينهما تغايراً؛ لأنه لا يُعطف الشيءُ على نفسه.


(١) ومعنى كونها دينية: أنا متعبدون بإجراء هذه الأسماء على المسمى بها. تمت (جواهر). فما كان مرجعه إلى اعتقاد أو نقله الشارع إليه فهو ديني، وما كان عملا فهو فرعي، فالأركان الخمسة فرعية؛ لأنها عمل، وهي تسمى أصول الشرائع لتفرع الأفراد منها. من هامش (ب). وينظر الجواهر.

(٢) الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفيروز أبادي ولد في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة بفيروز أباد، وتوفي ليلة الأحد الحادي والعشرين من جمادى الآخرة، قاله السمعاني في الذيل، وقيل: في جمادى الأولى، قاله السمعاني أيضاً، سنة ست وسبعين وأربعمائة، ببغداد. (وفيات الأعيان باختصار).

(٣) في (ب): «الخصال».