عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

تنبيه: [تتمة الخلاف في وجه القبح والحسن الشرعيين فقط]:

صفحة 282 - الجزء 1

  العبادات ونحوها وجبت عقلاً كالعقليات سواء، والسمع إنما كان شرطاً للأداء لا للوجوب، ذكره في شمس الشريعة⁣(⁣١)، وهو معنى كونها وجبت شكراً.

  وقال القاسم بن إبراهيم #: إن الله خلق عباده العقلاء المكلفين لعبادته، قال: والعبادة تنقسم إلى ثلاثة وجوه:

  أولها: معرفة الله سبحانه.

  والثاني: معرفة ما يرضيه وما يسخطه.

  والثالث: اتباع ما يرضيه.

  فهذه الثلاثة كمال العبادة، وجميع العبادات غيرُ خارجةٍ عنها، فمعرفته عبادة لمن ضاق عليه الوقت. انتهى.

  وقال بعض المعتزلة ومن وافقهم من المتأخرين: إن وجه قبح القبيح الشرعي هو كونه مفسدةً في التكاليف العقلية. قالوا: والمفسدة: ما يكون المُكلف معه أقربَ إلى فعل القبيح وترك الواجب.

  وقال أبو علي من رواية النجري عنه: بل وجه قبحه كونه تركَ لطفٍ ومصلحةٍ. قال النجري: وهذا بناء منه على مذهبه أن التروك أفعال وأن أحدنا لا يخلو من فعل:


= مذهبهم ومقرر قواعدهم، العالم الذي لا يبارى ولا يشك في بلوغه الذروة ولا يمارى، عمدة المذهب في العراق واليمن، وهو معدود من أصحاب المؤيد بالله، وله: شرح الزيادات. (طبقات الزيدية باختصار).

(١) صاحب كتاب شمس الشريعة هو سليمان بن ناصر الدين بن سعيد السحامي، شيخ العصابة وإمام الإصابة مطلع شمس الشريعة ومظهر عجائب الإسلام البديعة، سليمان بن ناصر الدين بن سعيد بن عبدالله بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي، عالم العلماء وواحد الفضلاء، أحد أساطين الفقه، حفظ القواعد وقيد الشوارد، وهيمن على كتب العراقين واليمن، واستخلص من ذلك كتاب شمس الشريعة الفائق في أسلوبه الغريب في جمعه وجودة تركيبه، وهو من بيت علم وفضل ومحل منيف يسكنون صرحه - بالصاد مهملة مضمومة بعدها راء مهملة مفتوحة ثم حاء مهملة - من جهة بني مسلم، كذا ذكره علي بن نشوان بن سعيد، وقد نقل بعض المعتنين بهذه أن مسكنه هجرة شوحط قرب (قرن)، وولده بها وذريته. (مطلع البدور باختصار).