عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فرع: [في المقدور بين قادرين]:

صفحة 301 - الجزء 1

  موجوداً) بالنسبة إلى من أراده (معدوماً) بالنسبة إلى من كرهه (دفعةً) أي: في وقت واحد، (وذلك محال)؛ لأن فيه اجتماع النقيضين وهو محال.

  (قلنا: لا يلزم اطِّراده) في المتفقين والمختلفين؛ (لتضاد العلَّتين) في إيجاد الفعل وإعدامه؛ (لأن العلة في صحة المقدور بين القادرين المتفقين الاتفاقُ) أي: اتفاقهما في طلب وجوده، (و) العلة (في تعذُّره بين⁣(⁣١) المختلفين الاختلافُ) أي: اختلافهما في حصوله؛ (فيجب الامتناعُ مع الاختلافِ)؛ لوجود العلة المانعة وهي التضاد، وعدمُ الامتناع مع الاتفاق؛ لوجود العلة المجوِّزة وعدم المانع، وذلك (كالفاعل الواحد) فإنه يمكنه إيجاد الفعل وإعدامه⁣(⁣٢)؛ لاتحاد العلة، ويستحيل منه إيجاده وإعدامه في حالةٍ واحدة؛ لاختلاف العلتين حسبما ذكره الإمام # بقوله: (إذ إيجادُهُ له وإعدامُهُ منه دفعةً) واحدة (محالٌ)، وإذا امتنع ذلك من الفاعل الواحد فمن الاثنين فما فوقهما أولى، (ولم يمنع ذلك) أي: استحالة إعدامه وإيجاده من الفاعل الواحد (من فعله أحدَهما، والفرقُ) بين الفاعل الواحد وبين الفاعلين (تحكُّم) أي: مجرد دعوى للفرق بغير دليل.

  قالوا: لو صَحَّ مقدور بين قادرين لصَحَّ لونٌ لِمُتَلَوِنَيْنِ وحركة لِمُتَحَرِّكَيْنِ.

  قلنا: لا ملازمة بينهما كما صَحَّ معلومٌ لِعَالِمَيْنِ ومسموع لِسَامِعَيْنِ ومَرْئيٌّ لِرَائيين.

  (ويستحيل إيجاد النقيضين) من أيِّ قادر في ذاتٍ واحدة. والنقيضان: ما ينقض أحدهما الآخر ولا يرتفعان، كالحيض والطهر، والليل والنهار، والوجود والعدم، (و) يستحيل أيضاً إيجاد (الضِّدَّين)، وهما: ما يمنع وجود أحدهما الآخر بأن لا يجتمعا معاً في ذات واحدة، ويجوز أن يرتفعا معاً، كالسواد والبياض فيرتفعان


(١) في نخ: «من».

(٢) في (ب): «أو إعدامه».