فرع: [في المقدور بين قادرين]:
  موجوداً) بالنسبة إلى من أراده (معدوماً) بالنسبة إلى من كرهه (دفعةً) أي: في وقت واحد، (وذلك محال)؛ لأن فيه اجتماع النقيضين وهو محال.
  (قلنا: لا يلزم اطِّراده) في المتفقين والمختلفين؛ (لتضاد العلَّتين) في إيجاد الفعل وإعدامه؛ (لأن العلة في صحة المقدور بين القادرين المتفقين الاتفاقُ) أي: اتفاقهما في طلب وجوده، (و) العلة (في تعذُّره بين(١) المختلفين الاختلافُ) أي: اختلافهما في حصوله؛ (فيجب الامتناعُ مع الاختلافِ)؛ لوجود العلة المانعة وهي التضاد، وعدمُ الامتناع مع الاتفاق؛ لوجود العلة المجوِّزة وعدم المانع، وذلك (كالفاعل الواحد) فإنه يمكنه إيجاد الفعل وإعدامه(٢)؛ لاتحاد العلة، ويستحيل منه إيجاده وإعدامه في حالةٍ واحدة؛ لاختلاف العلتين حسبما ذكره الإمام # بقوله: (إذ إيجادُهُ له وإعدامُهُ منه دفعةً) واحدة (محالٌ)، وإذا امتنع ذلك من الفاعل الواحد فمن الاثنين فما فوقهما أولى، (ولم يمنع ذلك) أي: استحالة إعدامه وإيجاده من الفاعل الواحد (من فعله أحدَهما، والفرقُ) بين الفاعل الواحد وبين الفاعلين (تحكُّم) أي: مجرد دعوى للفرق بغير دليل.
  قالوا: لو صَحَّ مقدور بين قادرين لصَحَّ لونٌ لِمُتَلَوِنَيْنِ وحركة لِمُتَحَرِّكَيْنِ.
  قلنا: لا ملازمة بينهما كما صَحَّ معلومٌ لِعَالِمَيْنِ ومسموع لِسَامِعَيْنِ ومَرْئيٌّ لِرَائيين.
  (ويستحيل إيجاد النقيضين) من أيِّ قادر في ذاتٍ واحدة. والنقيضان: ما ينقض أحدهما الآخر ولا يرتفعان، كالحيض والطهر، والليل والنهار، والوجود والعدم، (و) يستحيل أيضاً إيجاد (الضِّدَّين)، وهما: ما يمنع وجود أحدهما الآخر بأن لا يجتمعا معاً في ذات واحدة، ويجوز أن يرتفعا معاً، كالسواد والبياض فيرتفعان
(١) في نخ: «من».
(٢) في (ب): «أو إعدامه».