[معاني قدر مشددا]
  (وبمعنى: قَاسَ) وماثل كما (يقال: قدَّرت هذا) الثوب (على ذاك، أي: قسته به وجعلته مثله) إما في كل أوصافه أو بعضها.
  (وبمعنى فَرَضَ)، كما (يقال: قدِّر ما شئت، أي: افرض وأوجب) ما شئت.
  إذا كان كذلك (فيجوز أن يقال: إن الله قَدَّر الطاعةَ بمعنى فرضها) وأوجبها (وقَدَّر الطاعةَ والمعصيةَ بمعنى بَيَّنَهما) للعباد.
  قالت (العدلية: لا بمعنى خلقهما) فلا يجوز، (خلافاً للمجبرة) فإنهم أوجبوه كما مَرَّ لهم. حكى الإمام يحيى # في الشامل عن الغزالي أنه قال: ما من خيرٍ ولا شرٍّ أو نفع أو ضُرٍ أو إيمان أو كفر أو بِرٍّ أو عفاف أو عَهَرٍ يُوجد في الملكوت إلا وهو كائن بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته، وهذا هو الموجود على لسان العوام والخواص منهم لُعنوا بما قالوا.
  (لنا) عليهم (ما مرَّ) وتكرَّر من الأدلة العقلية والسمعية. وأما ما رُوي عن جابر قال: قال رسول الله ÷: «لا يؤمن عبدٌ حتى يؤمن بالقَدَرِ خيره وشره، وحتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه»(١) فالمراد: الإيمان واليقين بأنَّ كل ما خلقه الله سبحانه من ملاذِّ العباد ومنافعِهم ونحوِها - وهذه من خير قضائه تعالى - ومن مكروهاتهم وآلامهم وانتقاصهم في الأموال والأنفس والأولاد ونحوِها - وهذه من شر قضائه - أطلق عليها اسم الشر مجازاً؛ لَمَّا كان العباد المجبولون على الشهوة والنفرة والحاجة يكرهونها - كائنٌ(٢) بقضاء الله تعالى وقَدَرِهِ، أي: بخلقه وتقديره على وفق الحكمة والمصلحة وإنْ جهلها من جهل؛ فيجب الاعتراف بها وأنها مقضيَّة بحكمةٍ(٣)
(١) رواه الترمذي في سننه عن جابر، وروى نحوه الطبراني في الكبير عن سهل بن سعد.
(٢) خبر «أنَّ» في قوله: «الإيمان واليقين بأن ..»
(٣) في (ب): «مقتضية لحكمة».