عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [والله تعالى عدل حكيم]

صفحة 346 - الجزء 1

  فقال: في النار، وإن شئت أسمعتك ضُغَاءَهُمْ)⁣(⁣١)، ولِمَا رُوي أنه قال ÷: «الوَائدَةُ والموءُودة في النار»⁣(⁣٢)، وربَّما يحتجون بأنهم يُدفنون في مقابر الكفار ويُسْبَوْنَ ويُستَخْدمون ولا يُصَلَّى عليهم، وهذه عقوبة لهم.

  (قلنا: ذلك ظلم ولا يظلم ربك أحداً، وقال تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}) [الأنعام: ١٦٤]، وغير ذلك من الآيات.

  وأما ما رووه من الخبرين فلا يصحَّان؛ لِمصادمتهما دليلَ العقلِ والسمعِ، وقد قال ÷: «سيُكذب عليَّ كما كُذب على الأنبياء من قبلي، فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو مني وأنا قلته، وما لم يوافقه فليس مني ولم أقله» أو كما قال. ولو سلَّمنا صحة الخبرين فالمراد بالأطفال البالغون؛ إذ قد تُسَمِّي العربُ البالغَ طفلاً، قال الشاعر:

  عَرَضْتُ لعامرٍ والخيلُ تُرْدي ... بأطفال الحروب مُشَمِّرات

  وقال:

  وأسْرَعَ في الفواحش كلُّ طفلٍ ... يَجُرُّ المُخزيات ولا يُبالي

  وكذلك الموءودة تُحمل على البالغة.

  ويُعَارَضُ ما رووه بما رواه أنس بن مالك⁣(⁣٣) عن النبيء ÷ أنه سئل عن


(١) رواه أبو يعلى في مسنده، والطبراني في الكبير، وأبو نعيم في معرفة الصحابة.

(٢) رواه النسائي في سننه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في الكبير. ويعارض بما رواه البزار في مسنده عن ابن عباس مرفوعاً من جملة حديث وفيه: «والمولود في الجنة والموؤدة في الجنة»، ورواه أحمد في مسنده، وأبو نعيم في المعرفة، وابن الجعد في مسنده، وغيرهم. وبما رواه أبو داود في سننه بلفظ: «والوئيد في الجنة» وصححه الألباني، ورواه أيضاً أحمد في مسنده، وابن عبدالبر في التمهيد.

(٣) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، خادم النبي ÷ منذ قدم المدينة إلى أن توفي ÷، مات وقد جاوز المائة، وهو من أصحاب الألوف. قلت: سبق ذكر توبته عما جرى منه إلى الوصي #، وكان ينشر فضائله. وروى عثمان بن مطرف أن رجلاً سأل أنس بن مالك في =