عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في المحكم والمتشابه من القرآن]

صفحة 66 - الجزء 2

  حال عدمه، وإنما أردنا أنه متى وُجِدَ وصار مكلفاً صار القرآن خطاباً له [لما⁣(⁣١)] ذكرنا، كما أن النائي عن النبي ÷ يكون خطاباً له بشرط بلوغه إليه سواء.

(فصل:) [في المحكم والمتشابه من القرآن]

  (والمحكم) من القرآن قسمان:

  الأول منهما: (ما لا يحتمل أكثر من معنىً) واحد، وقيل: ما وَضَحَ معناه. وقيل: ما كان إلى معرفته سبيل. وقيل: ما عُلم المراد بظاهره بدليل عقلي أو نقلي. (أو يدل على معانٍ امتنع قصر دلالته على بعضها دون بعض) منها، فإنه يُحمل عليها كلها، (نحو) قوله تعالى {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ}⁣[لقمان ١٧]، فإن أنواع المعروف كثيرة وهو عامٌّ فيها كلها؛ لامتناع حمله على بعضها دون بعض، فهذا من المحكم، ولا إجمال في هذه الآية.

  (ويُسَمَّى) هذا القسم من المحكم (النص)؛ لأنه نص على ما دل عليه نصاً أي: رفع معناه إلى الأذهان رفعاً واضحاً لا لبس فيه.

  والقسم الثاني من المحكم: ما أشار إليه # بقوله: (أو يكون أحد معانيه أظهر) في فهمه من الآخر؛ (لسبقه إلى الفهم ولم يُخالف نصًّا) أي: بشرط أن لا يُخالف نصاً من الكتاب والسنة المعلومة (ولا إجماعاً) من الأمة على خلافه (ولا يثبتُ ما قضى العقل ببطلانه) أي: وبشرط أن لا يثبت ما قضى العقل ببطلانه، فإنه متى كان أحد معانيه أظهر ولم يخالف نصاً ولا إجماعاً ولا أثبت ما قضى العقل ببطلانه فإنه يكون من المُحكم. (ويُسمَّى) هذا القسم (الظاهر) ولا يخفى وجه المناسبة.

  (والمتشابه: ما عداهما) أي: ما عدا النص والظاهر. والمعنى: أن المتشابه ما عدا المحكم، فيدخل في المتشابه المجمل، ومثله في (الفصول).


(١) في (أ): كما.