عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في المحكم والمتشابه من القرآن]

صفحة 70 - الجزء 2

  قال (القاسم) وكذا الهادي (@: ويجوز أن يُطلع الله بعض أوليائه على معانيها).

  قال #: (قلت: بل الأظهر أنها) أي: فواتح السور باقية (على معانيها الوضعية) من كونها حروف الهجاء (أقسم الله بها كإقسامه بالنجم والسماء ونحوهما) كالليل والنهار والعصر وغير ذلك؛ (بدليل صحة العطف على كثير منها بِمُقْسَمٍ به مثلها، نحو) قوله تعالى: {ق وَالْقُرْآنِ}⁣[ق ١] المجيد، فهذا قَسَمٌ بالقرآن المجيد بلا شك؛ فيكون المعطوف عليه - وهو قوله تعالى: {ق} - قسماً مثله؛ لوجوب مشاركة المعطوف للمعطوف عليه في الحكم الثابت له. ومثل هذا ذكره الحسين بن القاسم العياني #، وحكاه الطوسي في البلغة عن علي #.

  (وجواباتها) أي: الفواتح المذكورة المُقسم بها (إمَّا مذكورة) نحو قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ١ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ٢}⁣[القلم] وقوله تعالى: {يس ١ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ٢ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٣} الآية [يس]، وكذلك⁣(⁣١) قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ...} إلى قوله⁣(⁣٢) {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}⁣[الليل ١ - ٤].

  (أو) تكون جواباتها (مُقَدَّرة) حذفت لنوع من الفصاحة والبلاغة (لدلالة سياق الكلام عليها)، نحو قوله تعالى: {الم ١ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ}⁣[البقرة] تقديره: أُقْسِمُ بألم إن القرآن لحقٌ لا ريب فيه، وإنه [لهدىً⁣(⁣٣)] للمتقين، وذلك كقوله تعالى: {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ٣ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ٥ أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ٧}⁣[الفجر]، والمعنى: لننتقمن ولنُهلكن، ونحو ذلك مما يدل عليه


(١) في (ب): وذلك.

(٢) في (ب): إلى قوله تعالى.

(٣) في الأصل و (ب): هدى. وما أثبتناه من (أ).