[مقدمة المؤلف]
  لقول النبيء ÷: «الحسن والحسين إمَامَان قَامَا أو قَعَدَا، وأبوهما خير منهما»(١). (الشهيدين) لأنَّ الحسن # سَمَّتْه زَوْجَتُهُ جعدة بنت الأشعث(٢) بن قيس على يدي معاوية(٣) بن أبي سفيان، والحسين # قتيل الأشقياءِ بكربلاء.
(١) قال الإمام الهادي # في مجموعه: وأجمعت الأمة أن رسول الله ÷ قال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما» وقال: «هما إمامان قاما أو قعدا» انتهى. وقال الإمام الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي # في كتاب مجمع الفوائد: وأما خبر: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا» فلم يزل أئمتنا $ وشيعتهم ¤ يستدلون به على إمامتهما خلفاً عن سلف قال الأمير الناصر للحق أبو طالب الحسين بن بدر الدين # في ينابيع النصيحة: ولا شبهة في كون هذا الخبر مما تلقته الأمة بالقبول، وبلغ حد التواتر، وصح الاحتجاج به، وهو نص صريح في إمامتهما وإشارة إلى إمامة أبيهما ... إلخ كلامه #، وقال الإمام المؤتمن الهادي إلى الحق أبو الحسن عز الدين بن الحسن # في المعراج: واعلم أن هذا الخبر مما ادعى بعضهم تواتره وبعضهم ادعى الإجماع على صحته والإجماع على صحته يقوم مقام تواتره في القطع بأن النبي ÷ قاله وحكى الفقيه حميد إجماع العترة على صحته قال: وقد ظهر بين الأمة ولم يعلم من أحد منهم إنكاره، وقال في لوامع الأنوار: وقال الإمام # في الشافي والأمة لم تختلف في قول رسول الله ÷: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما» وقال أيضاً والخبر مشهور تلقته الأمة بالقبول قال أيده الله تعالى في التخريج: قال الإمام الحسن بن بدر الدين #: والعترة مجمعة على صحته وقال: إن مما ظهر واشتهر بين الأمة وتلقته بالقبول ولا جحده أحد ممن يعول عليه من علماء المسلمين ثم حكى عن الإمام القاسم بن محمد والمرتضى بن المفضل والشرفي وحميد الشهيد برواية الإمام عز الدين بن الحسن والقاضي عبدالله بن زيد والنجري والقاضي أحمد حابس مثل ذلك، انتهى.
(٢) الأشعث بن قيس الكندي، أبو محمد، كانت إقامته في حضرموت، ووفد على رسول الله ÷ بعد ظهور الإسلام في جمع من قومه، وأسلم، وشهد اليرموك، فأصيبت عينه، وامتنع في عهد أبي بكر عن الزكاة، ثم استسلم، وفتحت حضرموت عنوة، وأرسل موثوقاً، فأطلقه أبو بكر، وزوجه أخته أم فروة، فأقام بالمدينة، وكان مع سعد في حروب العراق، وكان مع أمير المؤمنين يوم صفين على رأس كندة، وحضر معه النهروان، وورد المدائن، ثم عاد إلى الكوفة. قال في (أعيان الشيعة): أعان على قتل أمير المؤمنين، وكاتب معاوية في خلافة الحسن، وابنته (جعدة) سمَّت الحسن، وابنه محمد أعان على قتل مسلم وهانئ، وحضر قتل الحسين مع ابن سعد. (معجم رجال الاعتبار باختصار).
(٣) في (ب): «لعنه الله».