(فصل): [في السنة النبوية]
  لا يأمر بمودة أحد على الإطلاق إلَّا مع العلم بعصمته؛ لقوله تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية [المجادلة ٢١].
  (وخَبَرَيْ السفينة) اللَّذين تقدم ذكرهما في أول الكتاب (وغيرها) من الآيات والأخبار الدالة على أنهم لا يُفارقون الحق ولا يخرج عن أيديهم (مَّما لا خلاف في صحته)، نحو قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي إنَّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»، ووجه دلالته أنه لا يكون في تركه للعترة فائدة إلَّا متى كان قولهم حجة لنا وعلينا، لأنه ÷ كان هو الحجة في حياته فلا يفهم من قوله: «تارك فيكم» إلا أن يكون المتروك بدلاً منه [÷] فيما كان كافياً فيه، فيكون المتروك - وهو العترة - بدلًا عنه ÷ فيما كان كافيًا فيه، وهو كان
= وتفسير أبي حيان، وتفسير القرطبي، وتفسير الزمخشري الكشاف، وابن كثير في تفسيره، وفي الدر المنثور للسيوطي: وأخرج أبو نعيم والديلمي عن ابن عباس عن النبي ÷ بعد ذكر الآية: «أن تحفظوني في أهل بيتي»، ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس، والبيهقي في لباب الأنساب، والطبري في ذخائر العقبى، وأحمد بن حنبل في الفضائل، وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي أمامة عن النبي ÷ من جملة خبر: «ولم يدرك محبتنا إلا كبه الله ø على منخريه في النار ثم تلا الآية» وروى أبو نعيم في الحلية جملة حديث النبي ÷ للأعرابي فيما يجب عليه، وفيه: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قال: قرباي أو قرباك؟ فقال: «قرباي»، وأخرج نحوه في مسند الشاشي، وروى أبو نعيم في تاريخ أصبهان عن علي #: (وفينا آل حم لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن) وتلا الآية، وأخرجه الهندي في كنز العمال وعزاه إلى ابن مردويه وابن عساكر. وروى الطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك خطبة الإمام الحسن بن علي # ومنها: (وأنا من أهل البيت الذين افترض الله ø مودتهم وولايتهم، وذكر الآية). وروى الطبراني في الكبير وابن أبي عاصم في السنة عن ابن عباس أن المراد بها قرابة النبي ÷، وروى في تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير الثعلبي عن زين العابدين علي بن الحسين # في حواره مع الشامي: «وإنكم لأنتم هم» بعدما تلا الآية قال: نعم. وروى البخاري في صحيحه والترمذي في سننه، والنسائي في سننه، وأحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم عن سعيد بن جبير أن المراد بالقربى قربى آل محمد.