عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بيان من هم العترة]

صفحة 88 - الجزء 2


= نسله لا أزواجه ولا باقي أقاربه فدخول الإمام علي # في الآل صلوات الله وسلامه عليهم لخبر الكساء ونحوه.

والآل هم الأهل كما ذكر في الشرح ولأن النبي ÷ في بعض أخبار الكساء يقول: «ادعوا آلي ادعوا آلي» وفي بعضها يقول: «اللهم هؤلاء أهلي» وأيضاً هم العترة وهم أهل البيت ولذا قال أيضاً في بعضها: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي».

وأيضاً عندما نزل قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ}⁣[طه: ١٣٢]، كان ÷ يأتي باب علي # ويقول: الصلاة يا أهل البيت كما ذكر في الرواية المشهورة فهو ÷ يعبر مرة بالآل ومرة بالأهل ومرة بأهل البيت ومرة بالعترة عن معنى واحد؛ إذاً الآل والأهل وأهل البيت والعترة معناها واحد، وهو معناها اللغوي الذي هو الذرية.

فإذا عرفت ذلك فذرية الحسنين $ ذرية رسول الله ÷ ومن عترته وأهل بيته وأهله وآله فهم داخلون في عموم آية التطهير وحديث الثقلين ونحوهما فإنها قد وردت عامة عند الموالف والمخالف، فالزيدية أثبتت دعواها بأدلة قطعية متفق عليها بين طوائف الأمة، ولا تقبل دعوى الإمامية تخصيصها بأهل الكساء وتسعة من ولد الحسين وإخراج من عداهم؛ لأنها تحتاج إلى أدلة قطعية وأنى لهم ذلك، وكل دعوى لا دليل عليها فهي باطلة، فأما روايتهم لحديث الاثني عشر فسيأتي الكلام عليها.

ومما يدل أنه ليس المراد بأهل البيت والعترة التسعة من ذرية الحسين $ فقط دون باقي ذرية الحسنين $ قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً ... إلخ الحديث» وهو حديث متواتر مجمع على صحته بين جميع طوائف الأمة وفي بعض ألفاظه: «مخلف فيكم» فقد ترك ÷ فينا عند غيابه عنا خليفتين وهما: الكتاب والعترة، ووعدنا وعد صدق بعدم انفكاك أحدهما عن الآخر إلى يوم القيامة، فهما خليفتاه إلى يوم القيامة فلا بد من وجود الكتاب بيننا إلى يوم القيامة لنتمسك به، ولا بد من وجود العترة $ وبقائهم بيننا لأنهم قرناء الكتاب ولنتمسك بهم، فلا يمكن غيابهم عنا فوجود الكتاب والعترة بين الأمة حافظ لها من الضلال، فلزم بطلان غيبة أهل البيت $ عنا أكثرمن ألف سنة كما تقول الإمامية والغيبة لازمة لقولهم بالتسعة من ولد الحسين #، وإخراج من عداهم، فإذا بطل تخصيص عموم الثقلين وآية التطهير ونحوها فيجب بقاؤها على عمومها.

ومما يدل على ذلك أيضاً قوله ÷: «أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم» وهو عند الإمامية بلفظ: «كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة» ونحوه، كما سيأتي في تخريجه. =