عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بيان من هم العترة]

صفحة 89 - الجزء 2

  وآل النبي ÷ هم أهله، فالآلُ والأهلُ واحد، بدليل تصغيره على أُهَيْلٍ.


= فهذا الحديث يدل على بطلان غيبة العترة عنا أكثر من ألف سنة، والغيبة لازمة لقولهم في تحديد العترة فإذا بطل اللازم بطل الملزوم وهو تخصيص عموم أهل البيت بالاثني عشر فيبقى على عمومه، ويدل أيضاً حديث الثقلين وحديث النجوم على أن أهل البيت والعترة ليسوا أزواج النبي ÷ وليسوا أهل الكساء والتسعة من ولد الحسين # فقط؛ لأنهم قد ذهبوا من بيننا.

ومما يؤيد ذلك قوله ÷: «إن عند كل بدعة يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين ... إلخ» وهذا أيضاً موجود عندنا وعندهم، فأين أهل البيت $ من البدع التي حدثت منذ أكثر من ألف سنة؟ وكيف يعلنون الحق وينورونه وهم غائبون عنا أكثر من ألف سنة.

وكذلك قوله ÷: «في كل خلف من أهل بيتي عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» فكيف ينفي أهل البيت $ تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وهم غائبون عنا أكثر من ألف سنة؟! والحديث مروي ومشتهر عند الإمامية.

وعندهم روايات أيضاً تؤيد ما ذكرناه، مثل ما رواه الكليني في الكافي عن أبي عبدالله #: «إن الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام كيما إن زاد المؤمنون شيئاً ردهم وإن نقصوا شيئاً أتمه لهم» وروى نحوه الصفار في بصائر الدرجات وذكر عدة روايات بهذا المعنى، ورواه أيضاً الصدوق في علل الشرائع والمجلس في البحار والبرقي في المحاسن والطوسي في كتاب الغيبة.

فكيف يبين الإمام للناس الزيادة والنقصان في الدين وهو غائب عنهم أكثر من ألف سنة، فإذا بطل القول بالغيبة بطل ملزومه وهو تخصيص أهل البيت $ بمن ذكر فيبقى على عمومه.

وما رواه الصدوق في علل الشرائع عن أبي عبدالله # أن جبريل نزل على محمد ÷ ... إلى قوله: ولم أكن أترك إبليس يضل الناس وليس في الأرض حجة وداع إليَّ وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري وإني قد قضيت لكل قوم هادياً أهدي به السعداء ويكون حجة على الأشقياء»، وما رواه الكليني في الكافي عن أبي جعفر # في قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد]، فقال: «رسول الله ÷ المنذر ولكل زمان منا هادٍ يهديهم إلى ما جاء نبي الله ÷ ... إلخ، ورواه الصفار في بصائر الدرجات، والحجة المراد به عندهم الإمام، فكيف يدعو إلى الله سبحانه ويهدي الناس إلى سبيله وهو غائب عنهم أكثر من ألف سنة ... إلى غير ذلك من رواياتهم وهي كثيرة جداً تركتها خشية التطويل، انظر البحث المستوفى في هذا الموضوع في كتاب لوامع الأنوار للإمام الحجّة مجد الدين بن محمد المؤيدي # - ج ٢ الفصل الأول - ص ١١٥ وما بعدها - ط ٤.