(فصل): [في النسخ والبداء]
  (لها ما دام جاهلاً، و) لا خلاف أيضاً (في أنه غير مصيب) للحق في قسمته لها (في حقيقة الأمر)؛ لأن نكاح المعتدة باطل، فكذلك يكون حكم هذا المجتهد المخطئ للحق في نفس الأمر.
(فصل): [في النسخ والبداء]
  (والنَّسْخُ لغةً) أي: في لغة العرب: (بمعنى الإزالة للشيء) يقال: نَسَخَتِ الشمسُ الظِّلَّ، أي: أزالته، ونسخت الريحُ آثار بني فلان، أي: أزالتها.
  (وبمعنى النقل عند) [جمهور(١)] (أئمتنا # وبعض المعتزلة).
  ومعنى ذلك: أنه حقيقة مشتركة بين المعنيين، يقال: نسخت الكتاب أو السِّجِلَّ، أي: نقلت ما فيهما، وفيه تَجَوُّزٌ لأنك لم تنقل ما فيهما حقيقة، بل كتبت مثل ما فيهما.
  والأصح في المثال قولك: نسخت النحل - أي: نقلتها - من موضع إلى موضع، ومنه المناسخة في المواريث.
  (وقيل: بل) النسخ (حقيقة في الأول) وهو الإزالة (مجاز في الثاني) وهو النقل، وهذا قول أبي هاشم وأبي الحسين والقاضي جعفر والجويني والرازي.
  (وقيل: بالعكس(٢)) وهذا قول البُستي، وهو أبو القاسم بن تال(٣).
  (و) أما حقيقة النسخ (شرعاً) أي: في اصطلاح أهل الشرع: فهو (بيان انتهاء
(١) ناقص في (ب).
(٢) في (أ، ب): بل العكس.
(٣) أبو القاسم البستي غير أبي القاسم بن تال فإن البُستي اسمه إسماعيل بن أحمد من أصحاب قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد وأبو القاسم بن تال هو مُهَذِّب مذهب المؤيد بالله # وجامع الزيادات والإفادة واسمه الحسين بن الحسن أو ابن أبي الحسن على اختلاف النسختين، وهو مِنْ هَوْسَمٍ بلدة من وراء طبرستان، والبُستي من بُسَتْ، بلد بسجستان وهو الإقليم المعروف المتاخم لبلاد الهند، وسجستان أيضاً قرية من قرى البصرة كما ذكره ابن خلكان، ولكنهما كانا متعاصرين، ولكن ابن تال أحد المشاهير من أصحاب المؤيد بالله # وفقهائه، والبستي من فقهاء الناصرية وله تأليف على مذهب الناصرية. (من هامش الأصل).