[بيان من هو الإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل]
  بلا فصل (ثم الحسين) بعد الحسن ($) بلا فصل؛ للنص الذي سيأتي ذكره في الثلاثة جميعاً.
  وقال (سائر الفرق) من المعتزلة وغيرهم: (بل) الإمام بعده ÷ بلا فصل (أبو بكر(١) ثم عمر(٢) ثم عثمان(٣))، قال (جمهورهم: ثم علي #) بعد عثمان، ولا خلاف في ذلك لغير العثمانية إلَّا الحشوية والأصم؛ لقولهم بالقهر والغلبة.
(١) أبو بكر عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي، من المهاجرين، بايعه أبو عبيدة وعمر ومن تبعهما يوم السقيفة، مع عدم حضور الوصي # والعباس وكافة بني هاشم ومن معهم من سادات المهاجرين والأنصار ¥ وكانت بيعته - كما قال عمر برواية البخاري ومسلم وغيرهما -: فلتة. وتعقّب ذلك الاختلاف الكثير، والحكم لله العلي الكبير. توفي في جمادى، سنة ثلاث عشرة، عن ثلاث وستين على الأشهر. (لوامع الأنوار باختصار).
(٢) عمر بن الخطاب، أبو حفص القرشي، أسلم بعد خروج مهاجرة الحبشة، على يدي أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد، في قصة طويلة، وفي الطبقات كما في كتب العامة أنه أول من تسمى بأمير المؤمنين. قلت: الحق أن أمير المؤمنين حقاً، أول من تسمى بأمير المؤمنين، بأمر رب العالمين، على لسان سيد المرسلين - صلى الله وسلم عليهم أجمعين - فقد أمرهم رسول الله ÷ أن يسلموا عليه بأمير المؤمنين، فأما عمر فأول من سماه بذلك المغيرة بن شعبة، أو عمرو بن العاص، على اختلاف الرواية كما ذكر ذلك ابن عبد البر وغيره من أهل التواريخ؛ ولا يفهم من أمير المؤمنين عند الإطلاق إلا سيد الوصيين، وأخو سيد النبيئين صلى الله وسلم عليهم أجمعين بالاتفاق؛ فشتان ما بين تسمية على لسان سيد ولد عدنان ÷ وتسمية ما أنزل الله بها من سلطان. هذا، وقد كان عمر كثير الاعتراف لأمير المؤمنين #، ومما هو معلوم مشتهر: (لولا علي لهلك عمر). نعم، بويع له بالخلافة صبيحة وفاة أبي بكر، وطعنه أبو لؤلؤة فيروز، غلام المغيرة بن شعبة، فتوفي لأربع بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين. (لوامع الأنوار باختصار).
(٣) عثمان بن عفان أبو عمرو القرشي الأموي، أسلم بعد نيف وثلاثين، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، ولم يحضر بدراً، وبويع له سنة أربع وعشرين، وكان سبب حصره أنه كان كلفاً بأقاربه، وكانوا أقارب سوء، فجرت أمور ذكرها يخرجنا عن المقصود، فقتل في ثاني عشر الحجة سنة خمس وثلاثين، وله تسعون سنة. قلت: وأحداثه مشهورة، وكلمات الوصي # العلمية العصمية في شأنه معلومة، وفيها - كما قال الإمام المنصور بالله # - لأهل العلم مجال واسع. (لوامع الأنوار باختصار).