[بيان من هو الإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل]
  وقالت (العثمانية) وهم قوم بسجستان يُفضلون عثمان على علي # ويُسَمَّون: النواصب؛ لنصبهم العداوة لعلي #؛ لزعمهم أنه الذي أمر بقتل عثمان - فقالوا: (لا) أي: ليس الإمام بعد عثمان علي #، (بل) ثم (معاوية(١)) بن أبي سفيان [لعنه الله(٢)].
  وقال جمهور المجبرة: إمامة علي اجتهادية وخطأ معاوية فيها معفوٌ، وعليه أكثر الشافعية في الزمن المتأخر.
  (لنا) حجة على مخالفينا العقل والنقل:
  أما النقل فمنه (قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ})(٣) [المائدة: ٥٥].
(١) معاوية بن أبي سفيان بن حرب، من مسلمة الفتح، وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم، رأس الفئة الباغية، الداعية إلى النار. توفي في رجب، سنة ستين.
(٢) ساقط من (أ، ب).
(٣) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في تقديمه لمصابيح أبي العباس الحسني #: أجمع آل رسول الله ÷ على نزولها في الوصي، ثم قال: وقال الإمام أبو طالب # في زيادات شرح الأصول: ومنها النقل المتواتر القاطع للعذر أن الآية نزلت في أمير المؤمنين #، وقال الإمام أحمد بن سليمان # ولم يختلف الصحابة والتابعون أنه المراد بهذه الآية، وحكى الإمام المنصور بالله إجماع أهل النقل على أن المراد بها الوصي، وحكى إجماع أهل البيت على ذلك الحسن بن بدر الدين والأمير الحسين والأمير صلاح بن الإمام إبراهيم بن تاج الدين، والإمام القاسم بن محمد وغيرهم كثير، ثم قال: الأمر كما قال الأمير الحسين بن محمد إجماع أهل النقل على أن المراد بها علي # إلا من لا يعتد به. انتهى. وممن ذكر نزولها في علي # من المخالفين ابن أبي حاتم في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره، والبغوي في تفسيره، والخازن في تفسيره، وابن كثير في تفسيره، والرازي في تفسيره، والطبري في تفسيره، والنيسابوري في تفسيره، والألوسي في تفسيره، والزمخشري في الكشاف، والسيوطي في الدر المنثور، والسمرقندي في بحر العلوم، وفي تفسير مقاتل، والثعلبي في تفسيره، والواحدي في أسباب النزول، وقال الألوسي في تفسيره: والآية عند معظم المحدثين نزلت في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وغيرهم كثير.