[شبه من يعتقد إمامة غير علي # والرد على ذلك]
  بعض الشيعة في بلاد البحرين صَنَّفَ كتاباً في إمامة أمير المؤمنين علي # واستدل بستين دليلاً لا يمكن دفعها إلَّا على سبيل المكابرة.
  (و) منها أيضاً: (قوله ÷: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما»(١)، أي: في صلاحيته # للإمامة؛ ولذلك) أي: ولأجل علمهما @ بأن أباهما خير منهما في صلاحيته للإمامة بعد ورود النص الصريح من أبيهما بإمامتهما الذي لا يحتمل التأويل (لم ينازعاه في تَقَدُّمه كرم الله وجهه عليهما)، بل سلَّما أمرهما إليه؛ لعلمهما أنه الأولى منهما بالإمامة، (وهذا المعنى لا يختلف عند أهل اللسان العربي) كما يقال: فلان كريم وفلان خيرٌ منه أي: في الكرم، (وهذا الخبر مُجْمَعٌ على صحته) لأنهُ متلقى بالقبول من الناس جميعاً.
[شبه من يعتقد إمامة غير علي # والرد على ذلك]
  قالت (العترة) $ (والشيعة: ولا دليل على إمامة من ذكره المخالف) والإمامة كما سبق تقريره لا تثبت لأحدٍ إلَّا بدليل شرعي واختيار من الشارع.
  وقالت (البكرية) وهم أصحاب بكر بن عبد الواحد من فرق المجبرة: (بل النص الجلي في أبي بكر) بن أبي قحافة.
  (قلنا: لم يظهر هذا) الدليل الذي زعمتم (و) قد انعقد (الإجماع على وجوب ظهور ما تعمُّ به البلوى علماً وعملاً) كما سبق تقريره في أول الكتاب، والإمامة مما يعمُّ وجوب العلم والعمل بها جميع المكلفين.
  وقال (الحسن) بن أبي الحسن (البصري: بل النص الخفي المأخوذ من الإمامة الصغرى) دليل على إمامة أبي بكر، يعني: حين أراد أبو بكر أن يُصلي بالناس في مرض رسول الله ÷، وزعم أن رسول الله ÷ أمره بذلك.
  (قلنا: هي) أي: الإمامة الصغرى (بمعزلٍ عن الإمامة الكبرى) أي: في
(١) سيأتي تخريجه.