[شبه من يعتقد إمامة غير علي # والرد على ذلك]
  ثم قام ودخل منزله فلبث أياماً يجد الوجع والناس يأتونه ويخرج إلى الصلاة، فلما كان آخر ذلك ثقل وأتاه بلال(١) ليؤذنه بالصلاة وهو مُلْقٍ ثوبه على وجهه قد تغطَّى به فقال: الصلاة يا رسول الله، فكشف الثوب وقال: «لقد أبلغتَ يا بلال، فمن شاء فليُصل»(٢)، فخرج بلال ثم رجع الثانية والثالثة وهو يقول: الصلاة يا رسول الله، فقال: «لقد أبلغت يا بلال، من شاء فليُصل» فخرج بلال وكان رأس رسول الله ÷ في حِجْرِ علي بن أبي طالب # والفضل(٣) بن العباس بين يديه يُرَوِّحُهُ وأسامة بن زيد(٤) بالباب يحجُبُ عنه زحمة الناس، ونساءُ النبي ÷ في
= كنت مع الذي عليه. (التحف، ومقاتل الطالبيين باختصار وتصرف يسير).
(١) بلال بن حمامة، نسبة إلى أمه، وأبوه رباح - بمهملتين، بينهما موحدة، وألف - الحبشي؛ كان من السابقين، وخدم رسول الله ÷ وأذَّن له. توفي بدمشق سنة عشرين، عن أربع وستين. (لوامع الأنوار باختصار).
(٢) وروى ذلك أبو العباس الحسني # في المصابيح ضمن خبر الوفاة الثابت عند العترة $ بطرق صحيحة. ورواه بلفظ: «يا بلال قد بلغت فمن شاء فليصل ..» بدون باقي القصة: ابن أبي الجديد في شرح النهج، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده، وأبو يعلى في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، وخيثمة في حديث خيثمة والآجري في الشريعة وغيرهم.
(٣) الفضل بن العباس بن عبدالمطلب، ابن عم رسول الله ÷، أكبر ولد العباس، وبه يكنى؛ شهد الفتح وما بعدها، وثبت في حنين، وكان جميلاً. دخل الشام للجهاد، وبه توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة. (لوامع الأنوار باختصار).
(٤) أسامة بن زيد بن حارثة القضاعي، الكلبي نسباً، الهاشمي ولاءً، أبو زيد المدني، كان مولى لخديجة بنت خويلد. قلت: أي أبوه. قال فوهبته للنبي ÷ وهو ابن ثمان، وكان يدعى زيد بن محمد، فنزل: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}[الأحزاب: ٥]. قلت: وغيرها، كقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ}[الأحزاب: ٤٠]. قال السيد الإمام: وأمه أم أيمن، وكان النبي ÷ أمَّره على جلّة المهاجرين قلت: وذلك في بعث أسامة المشهور الذي بعثه رسول الله ÷ قبيل الوفاة، وشدد في تنفيذه غاية التشديد، وتوعّد على التخلف عنه نهاية الوعيد؛ وكان في جملته أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، وغيرهم من المهاجرين والأنصار، غير أهل بيت النبوة، وتخلف المذكورون عن الجيش، وكان من أمر السقيفة ما كان، وجميع ذلك معلوم للأنام، متفق على نقله بين أهل الإسلام ... إلى قوله: قال: واعتزل الفتن وعنده علي #، وذكر السيد المرشد بالله أنه لم =