عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في الإيمان]

صفحة 307 - الجزء 2

  «إنما» وهي موضوعة للحصر، أي: لا يُسَمَّى مؤمناً من لم يُصَلِّ ولم يُنفق مما رزقه الله تعالى، (ونحوها) كقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}⁣[البقرة ١٤٣]، وقوله ø: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ}⁣[الشورى ٥٢]، والمراد الشرائع؛ لأنه ÷ مُصَدِّقٌ بالله تعالى عارفٌ به من قبل بعثته ÷.

  (و) لنا أيضاً من السنة: (قوله ÷: «الإيمان بضع وسبعون شعبةً، والحياء شعبة من الإيمان، وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق»)⁣(⁣١)، وهذا نَصٌّ صريح في أن الأعمال داخلة في مفهوم الإيمان وأن له شُعَبَاً، أي: أعمالاً كثيرة بعضها أفضل من بعض.

  (ونحو هذا الخبر كثير) نحو: ما رواه علي بن موسى الرضا # في صحيفته عن آبائه [$] عن النبي ÷ أنه قال: «الإيمان إقرارٌ باللسان ومعرفةٌ بالقلب وعمل بالأركان»⁣(⁣٢)، وما رواه في السفينة عن⁣(⁣٣) النبي ÷:


(١) رواه في تفسير البغوي، وتفسير الثعلبي، وتفسير الرازي، ورواه مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه، وابن حبان في صحيحه، والبغوي في شرح السنة، والبيهقي في شعب الإيمان، والطبراني في الكبير كلهم عن أبي هريرة مرفوعاً، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد عن أبي سعيد وعزاه إلى الأوسط الطبراني ثم قال: ورجال إسناده مستورون.

(٢) رواه الإمام الرضا # في الصحيفة، ورواه البيهقي في شعب الإيمان عن الإمام الرضا بسنده، وكذلك رواه في معجم ابن الأعرابي، ورواه السيوطي في اللآلئ المصنوعة عن الرضا بسنده، ورواية أخرى عن عائشة، وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال عن علي # مرفوعاً وعزاه إلى ابن مردويه، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق، والدارقطني في المؤتلف والمختلف، والثعلبي في تفسيره عن الحسن بن علي عن علي # مرفوعاً بلفظ: «الإيمان معرفة بالقلب ... إلخ»، ورواه في سنن ابن ماجه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن رسول الله ÷ ثم قال: قال أبو الصلت: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ. انتهى. وقال المرشد بالله # في الأمالي بعد رواية الحديث وآخر بعده قال أحمد بن حنبل: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه، وقال في موضع آخر قال: أبو الحسن بن مهروية قال: أبو حاتم سمعت أبا الصلت الهروي يقول: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق، ورواه بهذا السند البيهقي في شعب الإيمان، والطبراني في الأوسط.

(٣) في الأصل و (ب): عنه. وما أثبتناه من (أ).