[أسباب الكفر وأنواعه]
  غير مُكْرَه (كفر؛ لعدم معرفته بالله تعالى، ولِسَبِّه له) جَلَّ وعلا (و) قد انعقد (الإجماع) من الأمة (على كفر من جَهِلَ بالله تعالى أو سَبَّهُ).
  فالمُشَبِّهة جهلت بالله تعالى لأنها لا تعرف إلَّا إلهاً جسماً، والمجبرة سَبَّته تعالى بأنْ نَسَبَتْ الظلم إليه جل وعلا.
  (و) في (قديم قولي المؤيد بالله #) والإمام يحيى # (و) قول (محمد بن شبيب) من المعتزلة (والملاحمية) أتباع محمود بن الملاحمي من المعتزلة - فهؤلاء قالوا: (المُجبرة عصاة وليسوا بكفار).
  وقال الإمام يحيى #: لا قطع بكفر المُجْبِرِ والمُشَبِّهِ إلَّا من حَقَّقَ التجسيم بالأعضاء والجوارح فلا يبعد كفره، حكاه عنه الإمام المهدي # في الغايات.
  وقال النجري: واعلم أنه لم يُنقل عن أحد من أهل البيت $ ولا من المعتزلة خلاف في كفر المُشَبِّهَةِ، وأما المُجبرة فقال جمهور المعتزلة البصريين والبغداديين وأكثر أهل البيت $، وبه صَرَّحَ الهادي والقاسم والناصر وأبو طالب والمنصور بالله: إنهم كفار.
  وحكى الإمام أبو عبد الله الداعي # إجماع أهل البيت $ على ذلك.
  وروى صاحب شرح الأبيات الفخرية: أن الإمام محمد بن المطهر روى عن السيد الإمام الناصر للحق الحسين(١) بن محمد # أنه صَحَّحَ عن المؤيد بالله # القول بتكفير المجبرة، ونفى هذه الرواية عنه وقال: إنه غُلِطَ عليه #.
  وقال الفقيه حُميد الشهيد ¦: قال علماؤنا إنَّ كفر الجبرية وإن كان بطريقة التأويل آكد من كفر اليهود والنصارى وإن كان هذا الثاني صريحاً؛ لأن الجبرية يعتقدون أن كل كفر فالله خلقه ورضي به وحال بين العبد وبين نقيضه وهو الإيمان، فكان كفرهم أعظم وضلالهم أشد ..
(١) تقدم، وهو صاحب شفاء الأوام.