عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر عذاب القبر

صفحة 390 - الجزء 2

  ومنها: ما رواه ابن مسعود أن النبي ÷ كان يتعوذ من عذاب القبر⁣(⁣١).

  وقوله ÷: «لولا أخشى أن لا تدافنوا لسألت الله أن يُسمعكم عذاب القبر»⁣(⁣٢)، وغير ذلك⁣(⁣٣)، ذكر هذا في الغايات.

  واحتجَّ المنكرون لعذاب القبر بحجج من العقل والسمع:

  أما العقل فقالوا: لو جَوَّزنا فيما نشاهد من الموتى أنهم أحياء معذبون مع مشاهدتنا لهم على مثل حال الجمادات لجوَّزنا فيما نشاهده من الجمادات أنهم أحياء فضلاء علماء، بل نُجَوِّز في السرير الذي عليه الميت [مثل]⁣(⁣٤) ما نُجَوِّزه في الميت، ومن المعلوم أيضاً أنَّا نُشاهد المصلوب على حالة واحدة لا يتغير عن حاله لو رصدناه أيَّما رصدٍ.

  قلت: ويمكن الجواب بأن يُقال: إنما تُعذب الأرواح، وقد ثبت بما تقدم ذكره


(١) رواه المرشد بالله # في الأمالي عن أم خالد بنت سعيد بن العاص، ورواه البخاري في صحيحه عنها، ومسلم في صحيحه عن عائشة وأبي هريرة، ورواه النسائي في سننه، والحاكم في المستدرك، وأحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والبيهقي في سننه، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وأبو نعيم في المعرفة وفي الحلية، والطيالسي في مسنده، وإسحاق بن راهويه في مسنده، والحميدي في مسنده، والخطيب في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وغيرهم.

(٢) رواه المرشد بالله في الأمالي بسند صحيح ذكره في المختار من صحيح الأحاديث والآثار، ورواه الموفق بالله # في سلوة العارفين، ورواه في صحيح مسلم عن زيد بن ثابت وأنس، ورواه النسائي في سننه، وأحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والبغوي في شرح السنة، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، والطبري في تهذيب الآثار، وأبو يعلى في مسنده عن أنس وابن عمر وابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد وأنس، وعبد بن حميد في مسنده، والطحاوي في مشكل الآثار، وفي شرح معاني الآثار، والحميدي، وابن عساكر في معجمه، وعبدالله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، والخطيب في تاريخ بغداد، وغيرهم.

(٣) مثل ما رواه الإمام زيد بن علي # في مجموعه عن آبائه $ عن علي # قال: (عذاب القبر من ثلاثة: من البول، والدين، والنميمة)، وروى أيضاً عن آبائه $ عن علي # من جملة حديث: «ومن مات مرابطاً جرى له عمله إلى يوم القيامة، وأجير من عذاب القبر».

(٤) ساقط من (أ).