(فصل:) في ذكر الصور
(فصل:) في ذكر الصُّور
  الصُّور في اللغة: هو القَرْنُ، قال الشاعر:
  لقد نطحناهم عَدَاة الجمْعَيْن ... نطحاً شديداً لا كنطح الصُّورين
  قال (الهادي #) وهو المأخوذ من كلام القاسمية: (والصور) الذي ذكره الله في القرآن الكريم (المراد به كل الصُّوَرِ) يريد أنه جَمْعٌ، وأن المراد بقوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} أي: صُوَرِ الأموات.
  ومثل كلام الهادي # حكاه الإمام المهدي # عن قتادة(١) وأبي عبيدة(٢).
  قال الهادي # في كلام طويل: والصُّور جمع الصورة، والعرب تقول: صُورةٌ وصُورتان وصُوَرٌ، ثم تَجمع الصُّوَرَ، فيكون جمعها: صُوْراً، فهذا معنى الصور، و [معنى(٣)] نفخ الله فيها النفخة الأولى هو: إفناؤها، وهو نفخه فيها وهي الأبدان والصُّور صور الخلق وأبدان العالمين؛ لِما أراد من هلاكها وإفنائها ... إلى قوله: ومعنى النفخة الأخرى: فهي نفخة الله سبحانه الثانية في الصور والأبدان المتمزقة البالية؛ لما أراد الله من حياتها ونشرها وتجديدها، وبعثها من بعد موتها ... إلى آخر كلامه #.
  قال الإمام #: (قلت: وله) أي: للصُّور على هذا الوزن، وكونه جمعاً لـ «صورة» (نظائر) من ألفاظ العرب مثل: (النُقْب) فإنه (جمع لنُقْبَة) وهي الموضع
(١) قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري الأكمة، عده المنصور بالله في رجال العدل، توفي سنة سبع أو ثمان عشرة ومائة. (الجداول الصغرى باختصار). وقال الزركلي في الأعلام: مفسر حافظ ضرير أكمه. وكان مع علمه بالحديث رأساً في العربية، ومفردات اللغة، وأيام العرب والنسب.
(٢) معمر بن المثنى التيمي بالولاء، البصري، أبو عبيدة النحوي: من أئمة العلم بالأدب واللغة. مولده ووفاته في البصرة ١١٠ - ٢٠٩ هـ. له نحو ٢٠٠ مؤلف، منها (مجاز القرآن - ط) جزآن، و (معاني القرآن). (الأعلام للزركلي باختصار).
(٣) مثبت من (أ).