عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في ذكر الصور

صفحة 393 - الجزء 2

  المُحْتَفِر في جلد البعير ونحوه (من الجَرَبِ، قال الشاعر) وهو دريد⁣(⁣١) بن الصمة:

  ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم هاني أنيقٍ جُرُب

  مُتَبَذِّلاً تبدو محاسنُه ... (يَضَعُ الهنَاءَ مواضع النُّقْبِ)

  والهناءُ: القَطِرَانُ. ولا يجوز أن يكون النُّقب هنا مفرداً؛ لأنه قال: «مواضع» فهو جمع نقبة.

  (و) كذلك (الصوف) فإنه (جمع صوفة، والعطب جمع عطبة، والقطن جمع قطنة، والبُسر جمع بُسْرَة) ونحو ذلك مما مُيِّز واحِدُهُ بالتاء.

  (وعلى الجملة أن محققي علماء العربية أجمعوا على أن ذلك قياس) أي: وارد على قياس مطرد في لغة العرب (فيما عدا صِنْعَة البشر من نحو: بُرْمَةٍ) المصنوعة للبشر؛ فإنه ليس بقياسٍ جَمْعُهُ على فُعْلٍ بضم الفاء وسكون العين. الذي حكاه نجم الدين في شرحه عن الفراء أن كل ما له واحدٌ من تركيبه، سواءٌ كان اسم الجمع كباقرٍ ورَكْبٍ، أو اسم الجنس كتمر وبسرٍ ورومٍ فهو جمع، وإلَّا فلا. فنحو: إبل عنده مفرد، وأما اسم الجنس الذي ليس له واحد من لفظه فليس بجمع اتفاقًا. انتهى.

  (وقيل: بل الصور) الذي ذكره الله في القرآن (مجاز) عن صوت يُحدثه الله تعالى لإفزاع الخلائق وإماتتهم وإحيائهم، ذكره الإمام أحمد بن سليمان #، قال: لقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لاَ عِوَجَ لَهُ} الآية [طه ١٠٨]، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي} الآية [القمر ٦]، وقوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي} الآية [ق ٤١]، ونحوها.

  وقالت (الحشوية وغيرهم: بل) الصور (قرن) كهيئة البوق (قد التقمه إسرافيل #) لينفخ فيه متى أُمِرَ بذلك، فهو باقٍ على معناه اللغوي.


(١) دريد بن الصمة الجشمي البكري، من هوازن من المعمرين في الجاهلية. عاش حتى سقط حاجباه عن عينيه، وأدرك الإسلام، ولم يسلم، فقتل على دين الجاهلية يوم حنين. (الأعلام للزركلي باختصار).