[ذكر الصراط ومعناه]
  (وإن سُلِّمَ التعادل) بين أخبارنا وأخبار مخالفينا (وجب طرحها) أي: طرح هذه الأخبار كلها (والرجوع إلى ما قدَّمناه من الأدلة) على كون الصراط دين الله، وفي اللغة الطريق، وامتناع الجسر والتكليف في الآخرة.
  (و) من أحوال القيامة: (إنطاق الجوارح) الذي ذكره الله تعالى في القرآن، وهو (حقيقة) لا مجاز؛ لقدرة الله سبحانه على ذلك، إمَّا بخلق كلام فيها كما [خَلَقَهُ(١)] في الحصى والشجر، أو بأن يخلق لذلك العضو آلة الكلام. (وقيل): إنه (مجاز) لا حقيقة، كقوله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}[فصلت ١١].
  (قلنا: لا مانع) من حمله على الحقيقة، فلا وجه للعدول عنها (لقدرة الله سبحانه على ذلك، كتسبيح الحصى في كفه ÷) رُوي أنه ÷ أخذ في كفه سبع حصيات أو تسع فسَبَّحت بكفه، وكان لتسبيحهن دَوِيٌّ كدوي النحل، فلما وضعهن انقطع ذلك.
  وكذلك: تكليم الذراع المسموم له ÷، والقصة مشهورة في غزوة خيبر.
  ومن أحوال يوم القيامة: اللواء والحوض: روى صاحب الإرشاد وغيره عن ابن عباس أن رسول الله ÷ رجع من سفر وهو متغير اللون، فخطب الناس خطبة بليغة وهو يبكي، ثم قال: «أيها الناس، إني خَلَّفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأرومتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، ألا وإني أنتظرهما، ألا وإني سائلكم في ذلك يوم القيامة عند الحوض، وأنه سيرد عليَّ الحوض يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة: راية سوداء، فتقف فأقول: من أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون: نحن أهل التوحيد من العرب، فأقول: أنا محمد نبي العرب والعجم، فيقولون: نحن من أُمتك، فأقول: كيف خَلفْتُمُوني في عترتي وكتاب ربي؟ فيقولون: أمَّا الكتاب فضيعنا، وأمَّا عترتك فحرصنا أن نبيدهم، فَأُوَلِّي وجهي عنهم، فيصدرون عطاشاً قد اسوَدَّت وجوههم، ثم تَرِدُ
(١) في الأصل و (ب): خلقه الله. وما أثبتناه من (أ).