عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الخاتمة]

صفحة 420 - الجزء 2

  المعرفة، قال: فلما سُمِعَ ذلك منه ضاق به المسلمون ذرعاً، وضجوا بالبكاء، وأقبلوا عليه وقالوا: يا رسول الله، كيف لنا بعدك بطريق النجاة، ومعرفة الفرقة الناجية حتى نعتمد عليها؟ فقال ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا [من بعدي]⁣(⁣١)، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي؛ إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».

  قال #: والأُمة مُجمعة على صحة هذا الخبر، وكل فرقة من فرق الإسلام تتلقاه بالقبول، وتزعم أنها هي الناجية.

  قال: والأُمة مجمعة أيضاً على أن إجماع الأُمة حجة؛ لقول رسول الله ÷ «لن تجتمع أُمتي على ضلالة». انتهى.

  وذكر نحو هذا الخبر ابن بهران في المعتمد من رواية معاوية، قال أخرجه أبو داود. قال: وأخرج هو والترمذي قريباً منه من رواية أبي هريرة، وللترمذي نحوه مع زيادة من رواية ابن عمر.

  قال العنسي رحمة الله عليه في المحجة البيضاء: انتشر مذهب الخوارج من زمن علي #، وفي [زمانه⁣(⁣٢)] كان حدوث مذهب الغُلاة والمُفَوِّضة، وهم الذين مَهَّدُوا مذاهب الباطنية، وفي ضمنه في زمن معاوية لعنه الله تعالى ظهر الجبر والتشبيه، ثم تزايدت مذاهب الجبرية وصاروا فرقاً، كالأشعرية والكلابية والكرامية والضرارية، وظهر في ضمن ذلك آخر زمن بني أُمية مذهب الإمامية، وتزايد في زمن العباسية، وظهر في التابعين مذهب المرجئة، ولصق أكثره بمذهب الجبرية والإمامية، وظهر مذهب المعتزلة زمن واصل بن عطاء، وتزايد وصار لهم رياسةٌ عظيمة؛ لميلهم في العدل والتوحيد إلى مذهب العترة الزكية $، واستقامت الزيدية على المذهب الذي كان عليه زيد بن علي وسائر العترة الزكية $، وهو


(١) في (أ): «بعدي أبدًا».

(٢) في الأصل و (ب): زمنه. وما أثبتناه من (أ).